السلام عليكم

والدي يبلغ من العمر ٧٣ عاما، وهو يتمتع بصحة جسدية ممتازة، لا يتناول أي أدوية طبية، ولا يعاني من أي أمراض مزمنة، لكن في الآونة الأخيرة بدأت عليه علامات قلق من أي شيء، قلق على أبنائه، قلق على صحته والخوف من الأمراض، بالإضافة إلى أنه يشتكي دائما من قلة النوم وعدم ارتياحه فيه، بالإضافة إلى فقدان وزنه الكبير وشحوب بشرته، أيضا ألاحظ عليه أنه ينسى كثيرا، حيث يخبرني بقصة اليوم، ويقوم بإخباري مرة أخرى في اليوم ذاته، أو اليوم الذي بعده.

أطلب منكم النصيحة؛ لأن ما يمر به والدي يؤلمنا كأبناء، وشكرا لكم.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ تركي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على الثقة في إسلام ويب واهتمامك بأمر والدك، حالة والدك واضحة جداً، الحمد لله هو لا يعاني من أي أمراض جسدية، وبدأت عليه هذه التغيرات النفسية التي تحدثت عنها، القلق والتوترات والمخاوف المتعددة واضطراب النوم، ونقصان الوزن، هذه دليل على وجود ما نسميه بالقلق الاكتئابي وهو قد يحدث بدون أي سبب، في حالة والدك أيضاً موضوع النسيان وعدم التركيز وأنه يكرر ما يقوله اليوم غداً، هذا ربما يكون بداية لضعف في ذاكرته.

لكن نعرف تماماً أن كبار السن حين يصابون بالقلق الاكتئابي على وجه الخصوص قد يضطرب عندهم التركيز، ولذا هذا يسمى بالخرف الزائف أو غير الحقيقي، جزاك الله خيراً مرة أخرى على اهتمامك بأمر الوالد، وأنا أنصحك أن تذهب به إلى طبيب نفسي، حالته واضحة بسيطة جداً، -إن شاء الله تعالى- سوف يقوم الطبيب بفحصه نفسياً طبعاً، ويمكن أيضاً أن تجرى له الفحوصات الطبية الأساسية الرئيسية، ويحتاج لتقييم للذاكرة، وربما يحتاج لصورة مقطعية للدماغ، وبعد ذلك توضع له الخطة العلاجية الدوائية، لا بد أن يعطى أحد مضادات الاكتئاب ومحسنات المزاج ومحسنات النوم والشهية للطعام، مثل عقار ميرتازبين مثلاً دواء رائع جداً في كبار السن، وبعد ذلك إن كان هنالك خلل حقيقي في الذاكرة ليس مرتبطاً بموضوع الاكتئاب والقلق سوف يتخذ الطبيب الإجراء اللازم حيال الحالة.

هذه هي نصيحتي لكم، وهذه الأشياء علاجها سهل الآن -الحمد لله- فلا تؤخروا الحالة، اذهب بوالدك مباشرة ألي طبيب نفسي يستطيع أن يقوم بالواجب حيال والدك، وطبعاً إذا وجدتم طبيبا نفسيا متخصصا في الطب النفسي لكبار السن هذا سيعتبر وضعا جيدا ومثاليا جداً، أرجو أن تتواصل معي بعد أن تذهب بوالدك للطبيب وتفيدني عن الإجراءات التي تمت.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.