الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أخطب الفتاة التي انقطع والدها عن رعايتها منذ صغرها؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا شاب على وجه زواج، ولكن الفتاة التي أنوي الزواج منها لم يكن أبوها مسؤولا عنها أبداً، ولا بأي شيء، سواء على مستوى المعيشة، أو على مستوى التعليم، أو على مستوى الرعاية الواجبة من الأب، وهي لا تعلم أي شيء عن أبيها، وهو لا يعلم عنها شيئاً أيضاً، لكن مكانه معلوم، وأنا قادر على التواصل معه عن طريقها.

سؤالي هو : هل الوالد هو المسؤول الشرعي للفتاة في حال تقدمت لخطبتها؟ وهل عليه هو الموافقة أم تكون والدتها هي المسؤولة عن هذه الأمور؟ مع العلم أنها كانت مسؤولة عن تربيتها وعن مصروفها وحياتها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ غسان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير، وأن يجمع بينك وبين هذه الفتاة بالحلال، وأن يُحقق لنا ولكم السعادة والآمال.

لا شك أن دور الأم كان كبيرًا – كما هو ظاهرٌ – في تربيتها وإعانتها، لكن يظلّ الوالد هو الوليّ الذي ينبغي أيضًا أن يكون له دور في إبرام عقد الزواج، وطالما كان التواصل مع والدها ممكنًا فلا مانع من التواصل معه، أو تترك هذا للأسرة (أهلك)، وهي وحدها تتواصل مع والدها من أجل أن يأتي لإبرام العقد أو يُنيب مَن يقوم مقامه في إبرام عقد الزواج.

ولا أظنُّ أن الفتاة تتضرر كثيرًا طالما كانت الأم حسنة التربية وقامت بواجبها وأحسنت إليها، وأنت أُعجبتَ بها ووجدت فيها ما يبحث عنه الرجل في زوجة المستقبل، فأرجو أن تُكمل المشوار معها، وتترك إخبار الوالد وإشراك الوالد، تترك أمرُه إليها، أو بالمناقشة معها ومع والدتها، وطبعًا المعروف أن الأسر دائمًا حريصة في مثل هذه الأحوال – حتى ولو كان هناك خلاف – أن يحضر الوالد وأن يحضر الأهل في مثل هذه المناسبات الجميلة، لأن الفتاة لا ذنب لها في هذا الذي حصل بين أُمِّها وأبيها، وأنت لا ذنب لك أيضًا في هذا الذي حدث، وبالتالي أعتقد أن الأمر ليس فيه مشكلة، طالما أنت أحسنت اختيار الفتاة عن معرفة.

وأيضًا مرحلة الخطبة هي مرحلة تعارف بينكما، من حق كل طرف أن يسأل عن الشريك، وبعد ذلك لا نملك إلَّا أن نقول: (لم يُرَ للمتحابين مثل النكاح)، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُقدر لك الخير، وهذه وصيتنا لكم جميعًا بتقوى الله تبارك وتعالى، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأله تبارك وتعالى أن يُلهمكم السداد والرشاد.

أكرر: إذًا نحن نريد إشراك الوالد - سواء كان عن طريقك أو عن طريقها - في الخطبة وفي الزواج، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً