الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد تفسيرا لكل ما يحدث لنا!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نحن عائلة بسيطة في إحدى قرى محافظة الغربي بمصر، والأمر باختصار هو أن والدي توفي في رمضان 2015، وابن خالتي توفي في رمضان 2018، وفي رمضان 2019 شب حريق في مزرعة المواشي لدينا ولم ينجي الله منها أي شيء، وأخي الوحيد توفي في رمضان 2020!

نحن نحمد الله على كل شيء، راضون بقضاء الله وقدره، هو الحق سبحانه وتعالى لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، ولكن صدورنا بها هاجس وقلق بعض الشيء بسبب ما يحدث لنا.

هل هناك من تفسير أو أي شيء تخبرني به، وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك – أيها الولد الحبيب – في استشارات إسلام ويب.

نسأل الله تعالى أن يُعظّم أجركم فيما أصابكم، وأن يُخلف عليكم كلَّ غائبةٍ بخير، واعلم – أيها الحبيب – أن كل شيء بقضاء وقدر، وأن ما يحدث قد قدّره الله تعالى قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وأقدار الله تعالى غلَّابة، وهو سبحانه وتعالى قد أخبرنا في كتابه الكريم بهذه الحقيقة ليُذهب من قلوبنا كلَّ غمٍّ وهمٍّ، فقال سبحانه وتعالى: {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلَّا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير * لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختالٍ فخورٍ}.

فالإيمان بالقدر هو جنَّةُ الله تعالى في هذه الدنيا ولا يدخلها إلَّا أهلُ الإيمان بالله تعالى وبأقداره، {لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم}، فما أصابكم هو جزءٌ من أقدار الله، وكما أصابكم قد أصاب آخرين ما هو أكثر منه.

وهذه الأقدار التي يُقْدِرها الله تعالى على الإنسان المؤمن يُقدِّرُها عليه لما فيها من الخير له، فالله تعالى أرحم بنا من أنفسنا، ويُقدّرُ لنا ما هو خيرٌ لنا وإنْ كُنَّا نكره، فما نكرهه من الأقدار تترتَّب عليه أمورٌ حسنة، ومن ذلك الثواب الجزيل، الثواب الجزيل الذي أعدّه الله تعالى للصابرين، وقد قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم، وعسى أن تُحبوا شيئًا وهو شرٌ لكم}.

فإذًا ما يُصيبُنا – أيها الحبيب – وراءه خيرٌ كثير، وإن كانت النفس البشرية لطبعها تتألم وتتأذى من الأقدار المكروهة، ولكن الواجب الصبر والاحتساب، إذا صبرنا واحتسبنا وصلنا إلى الخيرات التي أعدَّه الله تعالى جائزةً من وراء هذه الأقدار المكروهة.

فهذا هو التفسير القرآني لما يُصيب الإنسان المؤمن من الأقدار المؤلمة، وليس لنا وراءه تفسير، إنما نحثُّك على الصبر والاحتساب، واعلم أن الله سبحانه وتعالى يُخلف على عبده الصابر المتلقي لأقدار الله تعالى بالتسليم؛ يُخلفُ عليه سبحانه وتعالى بخير يلقاه، راحةً في قلبه، واطمئنانًا في نفسه، وخَلَفًا مادِّيًّا في كثير من الحالات.

فأحسن الظنَّ بالله تعالى، وتلقّى قضاءه بالرضا والتسليم، تَفُزْ في الدَّارين -إن شاء الله-.

وفقك الله لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً