الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تناولت أدوية الذهان وأنا لا أعاني منه، فما العمل؟

السؤال

السلام عليكم.

أخذت أدوية الاكتئاب الذهاني: الشيزوفاي، المودابيكس، السيكولانز لمدة شهرين متتاليين، وتوقفت عنها فجأة، وأنا لا أعاني من الاكتئاب الذهاني، ولا أي أمراض نفسية.

الجرعات: قرص الشيزوفاي صباحا، قرصين المودابيكس بعد الغداء، وقرص السيكولانز مساء، وأنا لا أدخن، فما الذي سيحدث لمخي وهرموناته والمواصلات العصبية نتيجة الأدوية؟ وكم تستمر الأعراض الانسحابية؟ وما المطلوب مني؟ وهل آثار الأدوية ستزول من الجسم نهائيا؟ وبماذا تنصحون؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

الحمد لله أن خلايا الدماغ لها سقف عال جدًّا للتحمُّل لكثير من الأدوية النفسية، والدواء حين يتناوله الإنسان إذا كان أصلاً وضع الموصلات العصبية سليمًا، وهنالك توازن تام فيما يتعلق بإفراز المواد الدماغية الأساسية – كالدوبامين والسيروتونين والنورأدرينالين–، فإذا تناول الإنسان الأدوية التي تؤثّر على هذه المكوّنات الكيميائية فلن يحدث أي أثرٍ سلبي، وإذا كان هنالك اضطرابًا في هذه المواد ففي هذه الحالة طبعًا دور الدواء أن يُنظّم هذه المواد، وأن يُرجعها لوضعها الطبيعي بقدر المستطاع، وإن كان هذا لا يتم في جميع الأحوال، في حالتك أنت ذكرتَ أنه الحمد لله تعالى أصلاً لم يكن لديك علَّة أو مرض نفسي أو اكتئاب أو ذهان، وهذا يعني أن موصّلاتِك العصبية كانت في حالة استقرار تامّ، ولا يُوجد أي نوع من التذبذب أو الاضطراب في إفراز الموصِّلات العصبية، في هذه الحالة الأدوية التي تناولتها لن يكون لها أبدًا أثرًا سلبيًّا خاصَّةً على المدى البعيد.

فيا أخي الكريم: أرجو أن تطمئن تمامًا، أثر هذه الأدوية قد انتهى، والآثار الانسحابية في أسوأ الأحوال لا تبقى أكثر من أسبوعين، خاصّة بالنسبة للـ (مودابكس) مثلاً، لأن العمر النصفي لهذه الأدوية في الدم ليس طويلاً، كما أن معظمها ليس لها إفرازات ثانوية تُؤثّر على خلايا الدماغ أو تُسبِّب أي نوعٍ من الآثار الانسحابية، فأرجو – أخي الكريم – أن تطمئن تمامًا.

والشيء الذي تعمله، أقول لك: عش حياتك بصورة طبيعية، مارس الرياضة؛ لأن الرياضة تُنشِّط خلايا الدماغ بصورة إيجابية جدًّا.

بالنسبة للذين يعانون من حالات نفسية أو حتى لا يُعانون أو إذا تناولوا أدوية أو لم يتناولوها؛ الرياضة لها قيمة إضافية كبيرة جدًّا فيما يتعلّق بصحتنا النفسية وكيمياء وبيولوجي الدماغ.

فإن شاء الله تعالى وضعك طبيعي جدًّا بعد أن توقفت عن الأدوية، وطبعًا نصيحتنا الأساسية هي: أن الإنسان يجب ألَّا يتناول أي دواء دون تأكيد قاطع للتشخيص، والدواء له جرعة وله مُدة زمنية، وإن كان الخطأ هو خطأ الطبيب – بما أنه شخّص حالتك بمرضٍ غير موجود وأعطاك هذه الأدوية – فهذا أمرٌ قطعًا لا نُقِرُّه أبدًا، لا بد من التأكد التامّ من التشخيص، ثم بعد ذلك يُعطى الدواء الصحيح والسليم، ولا نعطي الأدوية للناس بهدف التجربة عليهم، هذا أمرٌ ليس مقبولاً أبدًا.

عمومًا: الحمد لله أنت بخير، وأرجو أن تطمئن، وأنا أشكرك على الثقة في إسلام، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً