الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي الجرعة المثالية من الزولفت للوسواس بالنسبة لحالتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دكتور أنا كنت أعاني من اكتئاب وأنا صغير، لكن زادت حالتي عندما توفي والدي -رحمه الله- فأصبت باكتئاب شديد، ووسواس ونوبات هلع وهي الخوف من الموت، وكانت تأتي بشكل شديد جداً وطول اليوم، وكنت لا أنام من الخوف، واستمرت معي الحالة سنتين ونيف، ثم ذهبت إلى الطبيب النفسي ووصف لي امسولبرايد عيار 200 حبة في اليوم، وتحسنت أموري كثيراً إلا الوسواس، وكان عندي شديدا، خاصة الوساوس الكفرية، ثم تغلبت عليها، وانقطعت عن الطبيب لمدة سنتين بسبب ظروف مالية، وفجأة أصابني مس شيطاني، وعمل عندي وسواساً شديداً جداً، وهو الميل نحو النساء وأفكار جنسية، أي يأمرني بالفاحشة.

ساءت حالتي جداً، وعدت للطبيب في 2019م اعتقدت الأمر نفسيا، رفع لي جرعة السوليان إلى 600، ثلاث حبات في اليوم ولم تتحسن حالتي، أعطاني زولوفت حبة في اليوم عيار خمسين ولم تتحسن حالتي، ثم رفعها إلى 100 ولم أتحسن، وبقيت على هذه الحالة 9 أشهر إلى أن هداني الله عز وجل إلى راق شرعي وأعطاني رقية أستمر عليها لمدة أربعين يوماً، والحمد لله ذهب المس وتحسنت كثيراً، ولكن بقيت آثار هذا المس على نفسيتي، وهي الأفكار الجنسية، لكن ليس مثل أول الحالة، ونفس السوء أي وسواس خفيف.

عدت للطبيب لما تحسنت وأنقص الجرعة إلى حبة سوليان عيار 200 وحبة زولوفت عيار 50 الآن.

عدت للطبيب لكي يصف لي دواء آخر غير السوليان، لأنه سبب لي وزناً زائداً وشراهة في الطعام وضعفا جنسا شديدا، وعدم القدرة على البكاء نهائياً، لكنه رفض نهائياً، أنا أريد أن أتوقف عنه، فقد أتعبني، فما هي الجرعة المثالية من الزولوفت للوسواس؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأمسلبرايد هو مضاد للقلق والتوتر، ولكنه ليس فعالاً للوسواس، فلذلك لن تتحسن عليه في موضوع الوسواس القهري يا أخي الكريم، الزوالفت فعلاً هو من فصيلة الأس أس أر أيز ومفيد في الوسواس القهري، وجرعته من 50 إلى 150، وأحياناً قد تصل الجرعة إلى 300 مليجرام، وهذا يعتمد على الشخص ومدى استجابته للعلاج، والحمد لله أنك تحسنت كثيراً كما ذكرت يا أخي الكريم.

أما بخصوص رفض الطبيب، الطبيب يا أخي الكريم دائماً يحب أن يساعد المريض، وليس له مصلحة في أن يعاكس المريض أو من هذه الأشياء، وطبعاً طالما أنك تراجع معه منذ فترة فقد يكون درس حالتك دراسة كاملة، ووجد ما هو العلاج الصالح لك، والذي استفدت منه، ولذلك لا يريد تغييره.

زيادة الوزن يمكنك أن تتغلب عليه بموضوع الأكل، تجنب أنواع الطعام التي تؤدي إلى زيادة الوزن، وعليك بالرياضة، ليس هناك جرعة مثالية من الزوالفت كما ذكرت لك، ولكن الجرعة تعتمد على استجابة الشخص، فعادة نبدأ من 50 ونزيد، معظم الناس عادة يستجيبون لجرعة 150 مليجرام إذا لم يستجيبوا لـ 50 أو 100 مليجرام، ونادراً ما نزيد أكثر من 150 مليجرام.

لا تنس يا أخي الكريم العلاجات السلوكية أيضاً لأنها مفيدة جداً للوسواس مع العلاجات الدوائية، وقد يكون هو ما تحتاجه لكي تتوقف عن الأدوية في وقت ما، وكل هذا يجب أن يكون مع طبيبك، وشرح الحالة ومناقشته وأنا على يقين أنه سوف يعمل ما فيه المصلحة لك..

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً