الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من قلق وخوف وأعراض جسدية متعبة!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شابة في العشرينات حصل لي ذات يوم بعد أن كنت في حالة طبيعية، حصل معي نوبة هلع وخوف وصرت أنتظر لحظة موتي، علما أنه غالبا ما كنت أتحدث مع نفسي عن الموت، بعدها دخلت في حالة نفسية لمدة شهرين، فأصبحت تراودني الوساوس، عرضني أهلي على راق فتبين بحسب كلامه أني أعاني من المس، تتبعت العلاج بالماء والزيت المرقي إلى أن زال المس -بفضل من الله-، لكن القلق والمخاوف لم تذهب عني بشكل نهائي، وصاحبتها أعراض أخرى من ضيق في التنفس، وتسارع دقات القلب، وضيق في الصدر، وفي الآونة الأخيرة أصبح يصعب علي النوم، وأستيقظ بفزع وأعاني طوال يومي من دوخة وفقدان للتوازن أثناء الوقوف أو المشي، وغشاوة في الرؤية، علما أني ذهبت إلى الطبيب في بداية الأمر وقمت ببعض الفحوصات والتحاليل ولم يوجد سبب طبي لما أعاني منه إلاّ أن الطبيب أعطاني بعض الأدوية المضادة للقلق، لكن بالرغم من ذلك لم أتخلص من المشكلة نهائيا!

ساعدوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بسمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت تعانين من قلق المخاوف ذو الطابع الوسواسي، والخوف من الموت شائع جدًّا خاصَّة إذا ارتبط بنوبات الهلع والهرع. والوسوسة حول هذا الأمر تُدعم من خلال كثرة التفكير فيه والاسترسال فيه وتحليله، لذا نقول للناس تجاهلوا هذه الأعراض تمامًا بقدر المستطاع.

الأعراض الجسدية مثل ضيق التنفس وتسارع ضربات القلب ناتجة من نشاط الجهاز العصبي اللاإرادي، وهذه عملية فسيولوجية بحتة. ضيق الصدر ناتج من التوتر العضلي، حيث أن التوتر النفسي يؤدي إلى توترات عضلية في القفص الصدري، وكذلك حالة الدوخة وفقدان التوازن أيضًا مرتبطة بأنشطة الجهاز العصبي اللاإرادي.

إذًا الحالة النفسية مائة بالمائة، وإجراء الفحوصات لا بأس به، لكن علاجك في المقام الأول هو علاج نفسي.

أهم علاج هو التجاهل لهذه الأعراض، وممارسة الرياضة، وممارسة تمارين الاسترخاء، وحسن إدارة الوقت، والحرص على الصلاة في وقتها والدعاء والذكر وتلاوة القرآن، وأن تجتهدي في دراستك؛ لأن ذلك سوف يصرف انتباهك عن هذه المخاوف.

أنت محتاجة لعلاج دوائي، وأنا لا أعرف الأدوية التي وصفت لك، لكن أفضل دواء يُساعدك هو أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف، ويُسمَّى (سيرترالين) واسمه التجاري (زولفت) أو (لوسترال). ناقشي أمر هذا الدواء مع طبيبك، وإن كان هذا الدواء هو أحد الأدوية التي وصفتْ لك فهذا خير وبركة، وإن لم يكن يمكن أن يُغيّر لك الطبيب الدواء وتتناولي السيرترالين، علمًا بأنه يوجد دواء آخر مُشابه له يُسمَّى (سبرالكس)، هذا أيضًا دواء جيد جدًّا.

إذًا الطريقة التي تساعدك للتخلص نهائيًا من هذه الحالة هو تعديل التفكير، وتجاهل هذه الأعراض، وأن يكون نمط حياتك نمطًا إيجابيًّا، ألَّا يكون هنالك فراغ زمني أو فراغ ذهني، وأن تكوني قويّة الإيمان والتوكّل على الله، وأن تقتنعي أن الآجال بيد الله، وأن الموت ليس بيد أحد، ولا أحد يعرف أجله، وأن تتناولي العلاج الدوائي. هذه هي الأسس التي تُساعدك إن شاء الله تعالى للتخلص من هذه الحالة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً