الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بنوبة هلع خلّفت لي العديد من الأعراض الجسدية.

السؤال

السلام عليكم

نشكركم جزيل الشكر على هذا الموقع المفيد جدا، وعلى المساعدة التي تقومون بها.

مشكلتي بدأت منذ أربعة أشهر، عندما كنت في المنزل شعرت بضيق في التنفس، وزادت ضربات قلبي، وشعرت بشعور غريب في جسدي كاملا أشبه بالتنميل، وظننت أني سأموت حتى أني بدأت أتشهد.

بعدها تماما ذهبت إلى المستشفى، فوجدوا أن ضغط دمي كان مرتفعا، وطلبوا مني إجراء تحاليل للقلب، وعمل تخطيط للقلب وأشعة، وكلها كانت سليمة، وبعدها ذهبت إلى العديد من الأطباء، وكلهم أخبروني أني سليم ما عدا واحدا، أخبرني بأن لدي ما يسمى "الخلعة"، فعالجتها، واختفت العديد من الأعراض ما عدا ضيق التنفس، فأنا أعاني منه منذ ذلك الوقت، وأصبحت موسوسا منه، حتى إذا زال أقول هناك شيء مريب، وكذلك عند حدوث أبسط شيء، أشبه للتنميل في جسمي، أقوم مفزوعا وأحسبه الموت، فأصبحت موسوسا كثيرا من الموت، وأربطه مع كل شيء يحدث لي، مع العلم أني أتناول الآن دواء سلبيريد 50 mg بمقدار حبة في اليوم منذ قرابة شهرين.

قد قرأت كثيرا في هذا الموقع أن هذه أعراض نفسية عند كثير من الناس، وأريد القيام بتحاليل لأطمئن على حالي، فإذا كانت هذه الأعراض نفسية فكيف أتغلب عليها من دون الذهاب إلى طبيب نفسي؟ كذلك ما هي التحاليل التي تنصحونني بها في حال لم تكن هذه الأعراض نفسية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Aymen حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونشكرك على ثقتك في هذا الموقع.

أعراضك واضحة جدًّا، وأعجبني مَن قال لك أنك قد أُصبتَ بـ (خُلعة)، هي في الحقيقة تُسمَّى علميًّا (نوبة هرع أو فزع أو رهاب) والحمد لله هي من النوع الخفيف أو البسيط أو المبسّط، وهو نوع من القلق الحاد يأتي للإنسان فجأة دون أي مقدمات، وفي بعض الأحيان قد تكون هنالك أسباب، وفي معظم الأحيان لا توجد أسباب.

أكثر الأعراض المزعجة للناس هي تسارع ضربات القلب، وبعض الناس يأتيهم شعور غريب جدًّا، حتى الشعور بالموت يأتي للبعض، وكما تفضلت الشعور بالتنميل، وكلّ هذا يحدث.

هذه النوبات ليست خطيرة، أنا أؤكد لك هذا – أيها الابن الفاضل – لكنّها قد تكون مزعجة، وسوف تختفي تمامًا. وأنت عشتَ هذه التجربة، فلا قدّر الله إن حدثت لك مرة أخرى اعرف أنها نوبة قلق بسيط، وكل المشاعر التي تأتيك هي مشاعر غير صحيحة، وإن شاء الله بحول الله عمرك طويل وطويل جدًّا، ونريدك أن تقضيه في الأعمال الصالحة.

إذًا تجاهل هذا الذي حدث مهمٌّ جدًّا، وقلّل من هذه الوسوسة بأن تشغل نفسك فيما هو مفيد، وإذا مارست الرياضة سوف تشعر فعلاً أن جسدك جسدًا صحيًّا، وهذا سوف يفيدك نفسيًّا. وفي ذات الوقت أريدك أيضًا أن تُطبّق تمارين نسميها بتمارين الاسترخاء، توجد برامج كثيرة جدًّا على اليوتيوب، أرجو أن تستفيد منها لتتعلم كيف تمارس هذه التمارين المفيدة.

حاول أن تُدير وقتك بصورة جيدة، اجتهد في دراستك، عليك بالنوم الليلي المبكّر، الصلاة يجب أن تكون في وقتها، خاصّة صلاة الفجر، ويمكن أن تدرس بعد صلاة الفجر لمدة ساعة إلى ساعتين، ثم تذهب بعد ذلك إلى مرفقك الدراسي، سوف تحس أنك الحمد لله قد أنجزت الكثير والكثير. وكما ذكرتُ لك النوم الليلي المبكّر دائمًا مفيد ومفيد جدًّا، وبخلاف ذلك لا أرى أن لديك مشكلة أبدًا، وهذا الذي أريد أن أنصحك به.

أمَّا بالنسبة للعلاج الدوائي: السلبرايد جيد، لكنّه ليس الدواء الأفضل. أنا أنصحك بأن تتوقف عنه، وسأصف لك دواء آخر اسمه (سبرالكس)، جرعة السبرالكس – والذي يُسمَّى علميًا استالوبرام – تبدأ بنصف حبة – من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام، أي تتناول خمسة مليجرام – يوميًا لمدة ستة أيام، ثم ترفعها إلى عشرة مليجرام يوميًا لمدة شهر، ثم تجعلها عشرين مليجرامًا يوميًا لمدة شهرين، ثم تخفضها إلى عشرة مليجرام يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم تجعلها خمسة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

الدواء هو الدواء الأمثل لعلاج الوسوسة والهرع والفزع، وهو مفيد جدًّا وغير إدماني. ربما يفتح شهيتك نحو الطعام قليلاً، فإن كان وزنك زائدًا فيجب أن تتخذ التحوطات التي تمنع حدوث السمنة.

بالنسبة للفحوصات الطبية: بالرغم من أن الحالة حالة نفسية مائة بالمائة لكن لا بأس أن تُجري فحوصات عامّة، أن تعرف نسبة قوة الدم (الهيموجلوبين)، وتعرف نسبة السكر، ووظائف الكبد، ووظائف الكلى، ووظائف الغدة الدرقية، تحديد نسبة الدهنيات، وتحديد نسبة فيتامين (د) وفيتامين (ب12)، هذه يمكن أن تقوم بها عند طبيب الأسرة أو أي طبيب عمومي أو الطبيب الباطني، وأنا متأكد أنك سوف تطمئن كثيرًا بعد أن تُجري هذه الفحوصات الروتينية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً