الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ثقتي بنفسي ضعيفة وأقارن بينها وبين الأخريات، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من عدم الثقة في شكلي، رغم علمي أني جميلة، ومشكلتي أنني أقارن بين نفسي والأخريات كلما نظرت إليهن، مثلا أقول: لو أن لي عينان ملونة مثلها، وهكذا، وهذا يدمر نفسيتي كثيرا، وأشعر بعدم الرغبة في الحياة بهذه الطريقة، أيضا أخاف من الذهاب للمناسبات فربما أجد من هي جميلة، علما أن هناك فتيات أعرفهن جميلات في الشكل، ومستواهن التعليمي والثقافي عال جدا، وأقول في نفسي: هؤلاء محظوظات جدا، سيتنافس الجميع على التودد إليهن.

أعلم أن الشكل ليس كل شيء، ولكن هذا الموضوع يؤثر علي نفسيتي جدا، فموضوع الجمال مهم بالنسبة لي، أريد أن أشعر بالثقة في شكلي ومنظري، وأن أذهب للمناسبات ولا أرى من هي أفضل مني، ليس تكبرا ولا غرورا إنما ثقة، وأقول: أنا أفضل وأحسن، وهذه لا تزيد عني في شيء.

في صغري كان عندي ثقة كبيرة في شكلي، ولكن لما بدأت أكبر شعرت بهذا الاضطراب، فربما بسبب رؤيتي للفتيات وتعاملي مع الناس، أريد أن أستعيد ثقتي في شكلي، فهذا الأمر يضايقني جدا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Emy حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

عزيزتي: لا شيء يجعلك تشعرين بالبؤس والتعاسة أكثر من أن تقيسي نفسك بشخص آخر، ثم تجدين نفسك تفتقدين لتلك الأشياء، قارني نفسك بقيميك ومبادئك وأهدافك إذا أردت أن تكوني سعيدة ومرتاحة في حياتك، فليكن قياسك لقيمك وكم أنت قريبة منها، هذا هو الجزء المهم.

وإليك بعض الشموع التي تساعدك على إعادة الرضا والثقة بالنفس:-

* أنت حتى تحبي نفسك، اتركي هذه المقارنات وتذكري أن الرضا والتقبل لقدر الله وعطاؤه من الدين والإيمان، فعززي إيمانك وقوي دينك وتعرفي عليه جيدا؛ لأنه كلما زاد إيمانك لله سبحانه وتعالى قلت المقارنات.

* واعلمي أنه لا يوجد من هو غير جميل في هذه الحياة، ولا يوجد من هو أجمل إنسان في العالم، ولكن للأسف مدح الأهل لأولادهم المبالغ فيه هو من يدخلنا في هذه الدوامة المفرغة، فنتخيل أنفسنا أجمل إنسان على وجه الأرض، وأيضا نفس الحال في نقد الأهل المبالغ فيه يشعرنا بأننا أقل البشر.

* إحساسك بالدونية وما نتج عنه من فقدانك الثقة بالنفس رسخ ما بداخلك من شعور، فأصبحت تتعاملين مع نفسك ومع من حولك على أساسه، بالإضافة إلى أن هذا الشعور يظهر لمن حولك بوضوح من خلال سلوكك وتصرفاتك وردات فعلك، فيترسخ لديهم أيضا هذا الشعور.

* واعلمي أنه كلما كانت الفتاة واثقة من نفسها وتعي قيمتها جيداً كلما انعكس ذلك تماما على من حولها، وتذكري أنه لن يمنحك الآخرون قيمة أنت لا تمنحينها لنفسك.

* أنت بحاجة إلى إعادة ترميم وبناء لشخصيتك على أسس صحيحة بداية من إيمانك بذاتك، وأنك كفتاة تملكين الكثير من النعم التي منحك إياها المولى، العقل والروح، القلب والشخصية والذكاء ، وتذكري أن الله سبحانه وتعالى خلق كل إنسان بتميز خاص به وحده.

* ابتعدي عن الأفكار السلبية، وحاولي استبدالها لإيمانك بنفسك، وقدري ذاتك وأحبي نفسك وساعديها من خلال عبارات تحفيزية تسمعينها لنفسك.

* توقفي عن مقارنة نفسك بالآخرين، سواء كانت المقارنة بالمظهر، أو الظروف، أو الطباع الشخصية، حيث يسهم ذلك في عدم الثقة بالنفس، وعدم الرضا عنها، والشعور بالتعاسة،

* كوني علاقات اجتماعية صحية مع أشخاص إيجابيين، وابتعدي عن الأشخاص كثيري الانتقاد والذين يُعززون المشاعر السلبية لديك وتمنعك من التطور.

* ركزي على الإيجابيات التي تتمتعين بها، فهذا يقلل شعورك بالسوء، طوري نفسك، وذلك من خلال قراءة العديد من الكتب، والبقاء على إطلاع على أخبار العالم، وكتابة المذكرات.

* أنصحك بممارسة الرياضة بما تسمح لك الظروف، فهي تحسن المزاج، وتفرز بعض الهرمونات التي تزيل القلق والحزن، وتعلمي الاسترخاء والتأمل، وفكري في الطبيعة وما خلق الله لنا من بحار وجبال، واسترسلي بالأفكار الإيجابية المشرقة.

* الزمي الطاعات، وابتعدي عن مشتتات الحياة، وحافظي على تأدية الصلوات في أوقاتها، وشاركي في حفظ القرآن، فإن من يحفظ القرآن ويتعلمه خير له من متاع الدنيا.

وفقك الله لما يحب ويرضى، ونور بصيرتك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً