الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف تتوقف أمي عن علاج الاكتئاب بالتدريج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أمي كانت تعاني من الاكتئاب وعدم النوم، وتعالجت عند طبيب نفسني لمدة سنة كاملة، وأصبحت حالتها جيدة، والآن تريد أن توقف العلاج وبشكل تدريجي لكي لا تتأثر به، وتعود لحالتها الطبيعية.

من فضلك يا دكتور أريد مساعدتك لكي تقوم بوقف أدويتها وهي:
tuneluz 20 mg
aliviar 50mg
surmontil 25mg

أنتظر منم الإجابة، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خديجة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله تعالى لوالدتك العافية والشفاء.

الاكتئاب النفسي في مثل عمر والدتك قد يكون مرضًا مزمنًا، أرجو ألَّا تتخوفي لكلامي هذا، فقط وددتُّ أن أنبه أن الذي يُصاب باكتئاب نفسي بعد سن الأربعين ربما يحتاج أن يُواصل في الدواء لفترة طويلة نسبيًّا، خاصَّة النساء، لأن الاكتئاب مرض حقيقة يكثر وسط النساء.

الأدوية التي وصفها لها الطبيب: عقار (aliviar) خمسين مليجرامًا: يُسمَّى (سولبيريد Sulpiride) وهو دواء بسيط جدًّا، يُساعد في القلق وفي الأعراض الجسدية، وعقار (surmontil) فهو مضاد للاكتئاب، ومعروف، بالرغم من أنه دواء قديم لكنّه دواء جيد جدًّا.

أنا أعتقد أن تخفيف الأدوية يجب أن يكون عن طريق الطبيب المعالج، هو يعرف حالتها أفضل، وكما ذكرتُ لك الاكتئاب يُعتبر مرضًا مزمنًا نسبيًّا في كبار السن، الوالدة إذا أوقفنا عنها الأدوية بدون ترتيب مُعيّن ربما تُصاب بانتكاسة، لا بد أن أكون واضحًا معك في هذا المجال.

وعقار (tuneluz) والذي يُعرف باسم (Fluoxetine) هو من الأدوية الجيدة جدًّا لعلاج الاكتئاب النفسي، لكنّه لا يُساعد على تحسين النوم، ويمكن للوالدة أن تستمر عليه، وقد تتأتّى منه نتائج جيدة.

الـ (aliviar) دواء بسيط جدًّا، وسليم جدًّا إيقافه ليس فيه مشكلة، حسب الجرعة، إذا كانت تتناول مثلاً كبسولة واحدة يوميًا فتخفضها إلى كبسولة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناوله.

وكذلك الـ (surmontil)، لأن الجرعة التي تتناولها جرعة صغيرة، وهي خمسة وعشرين مليجرامًا، أنا لدي أناس يتناولون 200 مليجرام في اليوم، هؤلاء نحتاج أن نتدرّج في التوقف عن الدواء، لكن في حالة الوالدة قد لا نحتاج إلى التدرّج في التوقف من هذا الدواء، لكن أي تغيير في الدواء، وأي إيقاف من دواء نرجو أن يكون عن طريق الطبيب.

أمَّا إذا رأى الطبيب أن يستبدل أدوية الوالدة فهناك دواء واحد من الأدوية الحديثة نسبيًّا والسليمة، وهو عقار (ريميرون Remeron) والذي يُسمَّى علميًا (ميرتازبين Mirtazapine) والذي نعطيه دائمًا في حالة الاكتئاب النفسي لدى كبار السّن؛ حيث أنه سليم وممتاز، وفي ذات الوقت مُحسِّنٌ للنوم بصورة رائعة جدًّا، ومُحسِّنًا كذلك للشهية للطعام، وفي حالات معيّنة نُضيف له جرعة صغيرة من عقار يُسمَّى (سيروكويل Seroquel)، لكن ربما الوالدة لا تحتاج لذلك، كما أن هنالك يوجد أحد مضادات الاكتئاب القديمة نسبيًّا، لكنّه يصلح تمامًا في حالة والدتك، هذا الدواء يُسمَّى (ترازودون Trazodone)، وهو معروف بالطبع لطبيبها المعالِج.

الريميرون والترازودون: هذا في حالة إذا أراد الطبيب أن يستعمل دواءً واحدًا بالنسبة للأدوية، وليس أدوية متعددة.

هذه الأدوية التي ذكرتُها غير إدمانية، وغير تعوديّة، سليمة جدًّا بالنسبة للقلب والكبد والكلى، وحتى الدماغ عند كبار السن.

هذا هو الذي وددتُّ أن أذكره لك، وأنا متأكد أن الطبيب الذي يُعالج والدتك مُدركٌ تمامًا للأدوية التي ذكرتُها، هي أدوية أساسية، لكن نستعملها الآن أكثر.

طبعًا العلاج المجتمعي والعلاج النفسي للوالدة مهم، أن نُشجّعها، أن نُساعدها على رياضة المشي إن كان ذلك ممكنًا، أن نجعلها أيضًا تتواصل اجتماعيًّا، قراءة القرآن معها، إشعارها بأنها شخص مهمٌّ جدًّا في الأسرة، وأن دورها لم يتقلص أبدًا، ولن يتقلص، هذا مهمٌّ جدًّا كعلاج نفسيٍّ سلوكيٍّ بالنسبة للذين يُعانون من الاكتئاب النفسي من كبار السن أو مَن هم في متوسط العمر.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً