الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد انتقالنا إلى منزل جديد تغيرت حياتنا كليًا، فما سبب ذلك؟

السؤال

السلام عليكم

نحن كنا أسرة متحابة ومتماسكة في السابق، كنا نسكن في منزل إيجار، وكان رزقنا وفيرا، ومستوانا الدراسي مرتفعا.

انتقلنا إلى منزل آخر منذ 10 سنوات، وتغيرت حياتنا، صارت جحيما، قل الرزق، أصبحنا نرسب في دراستنا، أختي تطلقت، أخي ترك الوظيفة، وأصيب بحالة نفسية، أصبحت علاقتنا نحن الأخوة متنافرة، بالإضافة إلى الخلافات الأسرية التي بلا سبب، وجود رائحة كريهة من حين إلى آخر، أيضا والدي يرى كوابيس في منامه، مثل شخص يريد قتله ووحوش تلاحقه، والمنزل عبارة عن مستوطنات للنمل.

نحاول أن ننتقل إلى منزل آخر، ولكن ما إن نذكر هذا الموضوع حتى يصاب الجميع بالجنون، يبدؤوون بالصراخ وافتعال المشاكل، فهل ما يحدث بسبب سحر أم حسد أم أن البيت مسكون بالجن؟ أريد أن أعرف حتى أبحث عن الحل.

وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخي الكريم- وردا على استشارتك أقول:
فطالما وحياتكم تغيرت منذ أن انتقلتم إلى هذا البيت، فإن هنالك عدة احتمالات:
الأول: أن تكونوا قد أصبتم بعين نظر لاستقرار حياتكم وتفاهمكم فيما بينكم.
الثاني: أن تكونوا قد أصبتم بسحر.
الثالث: أن يكون فعلا البيت فيه سحر عمل لكل من سكن فيه.
الرابع: أن يكون ما تعانون منه من عمل الجن أنفسهم، نتيجة أنكم سكنتم بالسكن الذي يسكنونه وقد أصابوكم بما أصابوكم به، ولذلك لا يريدونكم أن تنتقلوا من البيت، بدليل أنكم كلما تحدثتم عن الخروج من البيت أصبتم بالذعر وارتبك البيت.

الذي أنصح به هو أن تأتوا براق أمين وثقة ليستكشف الحال، وعليه فهو من سيوجهكم بالطريقة التي ستتعاملون بها من الرقية أو الخروج من البيت.

يجب أن تجتهدوا في تقوية إيمانكم من خلال كثرة العمل الصالح، وأن تحافظوا على أذكار اليوم والليلة، لأن ذلك مانع يمنع من حصول العين والسحر -بإذن الله-، كما أن قوة الإيمان مع العمل الصالح من أسباب جلب الحياة الطيبة كما قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).

حافظوا على أداء الصلوات الخمس في جماعة ببيوت الله سبحانه، وأكثروا من تلاوة القرآن الكريم، فذلك يجلب لكم راحة البال وطمأنينة النفس، كما أنه معين على صد شياطين الجن والإنس.

عليكم بالالتجاء إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء في أوقات الإجابة كما بين الأذان والإقامة، وأثناء السجود، والثلث الأخير من الليل، والساعة الأخيرة من يوم الجمعة، وما بين الظهر والعصر من يوم الأربعاء، مع الإكثار من دعاء ذي النون (لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَاْنَكَ إِنِّيْ كُنْتُ مِنَ الْظَّاْلِمِيْنَ) فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ).

شغلوا تلاوة سورتي البقرة وآل عمران في البيت كل ثلاثة أيام، فإن الشياطين تنفر من البيت التي تقرأ فيه سورتي البقرة وآل عمران، لا تستطيعهما البطلة أي السحرة.

ما يعانيه والدك يدل على أن ثمة سحر يحاول أن يدخل فيه، وكأن والدكم متحصنا بالذكر فلم يستطع السحر أن يدخل فيه، ولذلك يرى تلك الرؤى المفزعة والله أعلم.

أعيد فأقول إنه لا بد من البحث عن راق أمين وثقة ليستكشف أحوالكم، وهو من سيدلكم على الطريقة الشرعية للخروج مما أنتم فيه، ولا بأس أن تعرضوا علينا ما سيقوله لكم لتقييمه.

نسعد بتواصلكم، ونسأل الله تعالى أن يدفع عنا وعنكم كل مكروه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً