الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف والذعر من الإصابة بكورونا سبب لي القلق الدائم.

السؤال

السلام عليكم.

منذ بدء جائحة كورونا وأنا دائم القلق والتخوف، حتى أنني أقوم باستخدام الفيتامينات والمطهرات كالكحول والكولور والصابون كثيرا وبإفراط، وعند شعوري بأي عرض ينتابني إحساس بأنني مصاب بكورونا.

أنا أصلي -والحمد لله- ولكن دائما أشعر بالخوف من الموت والأمراض، وكثيرا ما كنت أذهب إلى الأطباء لإجراء فحوصات، وتكون النتائج مطمئنة، لكن طبعا منذ شهر فبراير وأنا أخاف من الذهاب إلى أي طبيب أو مستشفى، حتى لا أعرض نفسي للإصابة بكورونا، وعندما أذهب للعمل أكون قلقا جدا، رغم إتخاذي كافة الإجراءات.

حتى في المنزل دائم الغضب والعصبية إذا ما رأيت إحدى بناتي تضع يدها على وجهها، أطلب منها أن تغسل يدها وتضع عليها المعقم إذا لمست شيئا، خوفا عليها من كورونا، ونفس الكلام مع زوجتي، أطلب منها وضع الملاعق والأكواب بعد الغسيل في ماء مغلي وخل.

أصبحت متوترا للغاية، ومصدر لتوتر كل من حولي، رغم أنني على يقين بأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وأنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، ولكنني في حالة أشبه بالذعر، فما الحل؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فعلاً ازدادت حالات القلق والتوتر مع جائحة الكورونا، وقد كتبت هيئة الصحة العالمية عدة توجيهات ومنشورات في هذا الشأن، ومن أكثر الفئات عرضة للقلق والتوتر الأشخاص الذين لهم تاريخ مرضي نفسي، كما في حالتك، أنك إنسان قلق وتخاف من الأمراض، إن شاء الله بزوال هذه الجائحة تختفي معظم الأعراض التي عندك، ولكن هناك أشياء يجب عليك أن تفعلها الآن.

أولاً: يجب عليك التوقف عن تتبع أخبار الكورونا بالتليفزيون، وبالذات يومياً أو أكثر من مرة، فهذا يزيد من القلق والتوتر، ولتشتغل بالعبادات أكثر، فمثلا اجعل لك خطة لحفظ القرآن، بحيث يشغلك عن التفكير السلبي، أيضا اجعل المطالعة من روتينك اليومي.

ثانياً: عليك فعل أشياء تؤدي إلى الاسترخاء، ومن أهمها التمارين الرياضية، ويمكنك فعلها في المنزل لمدة نصف ساعة يومياً، حيث تؤدي إلى الاسترخاء.

الشيء الثالث: اجعل لك روتينا معينا في المنزل، أشياء تعملها إذا كنت الآن لا تخرج للعمل، كتنظيم البيت أو أي شيء، تواصل مع أصدقاءك عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، فهذا أيضاً يقلل من التوتر.

رابعاً: يمكنك الاسترخاء عن طريق الاسترخاء العضلي، أن تشد مجموعة من العضلات ثم ترخيها عدة مرات في اليوم، أو الاسترخاء عن طريق التنفس، تأخذ نفسا عميقا ثم تخرجه 5 مرات وتكرر هذا عدة مرات في اليوم، إن شاء الله كل هذه الأشياء تؤدي إلى الاسترخاء وتخفيف القلق حتى تزول هذه الجائحة.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً