الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضعف وصعوبة الكلام مع الوالد والأقارب، ما الحل له؟

السؤال

السلام عليكم.

مشكلتي أنني لا أستطيع التأقلم والارتياح في الكلام مع أبناء عمي أو أبناء خالتي، حتى والدي، ولا أعرف السبب!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من خلال العرض المختصر لمشكلتك يبدو أنك تعاني من ضعف القدرة على التواصل اجتماعياً مع أقربائك، -بما فيهم والدك- بشكل طبيعي، والشخص عادة في مثل هذه الحالة يُفضل تجنب الاجتماعات والأحاديث، وينسحب من اللقاءات الاجتماعية إحساسا منه بعدم القدرة على مجاراة الآخرين بالحديث أو التفاعل، وغالباً ما تنشأ هذه المشكلة من عدة عوامل، منها:

أولاً: نقص المهارات الاجتماعية: لا يعرف البعض كيف يُقيم علاقات مع الآخرين، فهؤلاء لا يعرفون متى يتكلمون ومتى ينصتون ومتى يمدحون ومتى ينتقدون، إضافة لعدم القدرة على إقامة صداقات والمحافظة عليها.

ثانياً: ضعف مهارات التواصل: الأشخاص الذين يعانون من هذا الضعف، لا يستطيعون انتقاء المفردات اللغوية بشكل مناسب في الوقت المناسب، إضافة إلى نقص الحصيلة اللغوية لديهم، فتراهم يستخدمون كلمات بسيطة في الرد، أو يتكلمون فقط إذا تم توجيه سؤال مباشر لهم، وفيما يلي حلول عملية مقترحة قد تساعدك في التغلب على مشكلتك:

1- اتباع قواعد الكلام مع الآخرين، والمتمثلة في:
- استخدام نبرة الصوت المناسبة للمكان ولموضوع الحديث، فلا تناد أحداً بصوت عالٍ وأنت وهو في مكان ضيق، مثل غرفة أو صالة، بل يجب أن يتناسب ارتفاع حدة الصوت مع المكان.
- ابدأ حديثك بمقدمات تحفز الآخرين للانتباه إليك، وهذه المقدمات غالباً ما تتضمن السلام، الابتسام، الترحيب، الكلمات المحببة في اللهجة المصرية.
- كن صادقاً عندما تتحدث مع الآخرين ولا تختلق أحاديث غير واقعية.
- لا تقاطع أحداً أثناء الحديث، بل انتظر عندما ينهي حديثه وقم بعدها بالتعليق أو طرح الأسئلة.
- احرص على النظر إلى عين المتحدث ولا تشح بنظرك عنه، لأن ذلك يعد تقليلاً من شأنه.
- افسح المجال في الكلام لمن هم أكبر منك سناً.
- تحدث بمواضيع ذات علاقة بمحور الحديث الرئيسي، ولا تدخل في الفرعيات التي تجعل المستمع يمل من متابعتك والنظر إليك وأنت تتحدث.
- لا تجعل فترات الصمت تطول أثناء حديثك مع الآخرين، فهذه الوقفات المطوَّلة أثناء الحديث تبعث على الملل والضجر، وتجعل الآخرين غير مهتمين بالحديث معك، لذا وفي حال توقف الحديث، ولم يعد هناك كلام في الموضوع المطروح، عليك الانتقال إلى موضوعات تهم الشخص الذي أمامك، قم بسؤاله عن دراسته، عن عمله، عن اهتماماته، ولا تستخدم أسئلة تحتاج إجابتها "نعم أو لا "، بل اطرح أسئلة تحتاج إلى الاسترسال بالكلام، فبدلاً من أن تقول لابن خالتك: متى رجعت من الشغل؟ بإمكانك أن تسأله عن طبيعة عمله أو دراسته، هنا هو سيبدأ بالحديث عن شيء مهم بالنسبة له وتصبح أنت المستمع، وأنت الذي ستطرح الأسئلة، وهذا يقربك من الآخرين ويجعلك أكثر جاذبية للجلوس والحديث معك.
- اجعل حديثك موازياً لعمرك، بمعنى: احرص ألا يكون مستوى حديثك طفوليا، فهذا يجعل حديثك ليس له أهمية للآخرين.
- تجنب استخدام الهاتف الجوال عندما يكون الجميع مشغولين بحديث ما، فإذا تكرر استخدامك للهاتف وبكثرة أثناء جلوسك مع مجموعة من الناس، فهذا يوحي لهم أنك شخص لا تكترث لما يقولون، ومع تكرار ذلك، يتجنبون الحديث معك أو حتى طرح الأسئلة عليك.

2- المطالعة: أنصحك بالقراءة عن الموضوعات التي لا تعرف عنها شيئا، فأنت لا تستطيع مجاراة الآخرين بأحاديثهم، وهم أيضاً لن يستمعوا لك بإنصات إلا إذا كان لديك معرفة مُسبقة عن ما تتم مناقشته.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً