الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الصمت المرضي.. كيف أتخلص منه؟

السؤال

السلام عليكم

مشكلتي أنني أصمت كثيرا أمام الناس، عندما يسألني شخص عن أحوالي أقول فقط -الحمد لله-، فلا أجد ما أقوله، ولا أستطيع التعبير عن نفسي، فأصمت، أصبحت معقدة من جيراني؛ لأنهم يقولون إنني غير اجتماعية؛ لأنني أصمت كثيرا، لا أعرف لماذا أصمت، فأنا لا يأتيني كلام في رأسي عندما أكون مع الآخرين، كما أنني لا أبكي بسهولة عندما يكون هنالك حزن، ولا أضحك بسهولة في المواقف المضحكة، فقط أنا إنسانة صامتة، وأصبت مع صمتي هذا بمرض نفسي، ولكن تحسنت حالتي، وأنا الآن آخذ علاج زولندا، وعلى وشك الخلاص من العلاج، لكن لم أستطع التخلص من هذا الصمت.

آسفة على الإطالة، ولكنني أصبحت معقدة؛ لأنني ليس لدي أصدقاء بسبب صمتي، علما أنني وحيدة عند أمي ووالداي منفصلان.

أشكركم كثيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وردة الربيع حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الصمت أو قلة الكلام نحن نصنفها هكذا في الأعراض النفسية، وقلة الكلام قد يكون طبيعة عند الشخص، وقد يكون عرضا لمرض، وبالذات الاكتئاب النفسي، وبعض اضطرابات الذهان يكون فيها الشخص قليل الكلام، وفي هذه الحالة إذا كان عرضا لمرض يجب علاج المرض نفسه، وبالتالي يرجع الشخص طبيعيا ويتكلم، أما إذا كانت سمة من سمات الشخصية فهنا علاجها نفسي، عن طريق المعالج النفسي.

ذكرت أنك تستعملين زولندا، وعلى حسب علمي زولندا هو مضاد للذهان، واسمه العلمي أريببرازول، ولا أدري إن كانت هناك أعراض أخرى غير الصمت لم تذكريها في هذه الاستشارة أم لا؛ لأن هذا ضروري لتوجيهك، إذا كان ليس هناك أعراض فالزولندا ليس علاجا للصمت إلا إذا كان الصمت أو قلة الكلام جزءاً من اضطراب ذهاني.

كونك وحيدة عند أمك أو هناك مشاكل نفسية، فهذه علاجها بمتابعة مع معالج نفسي، وسوف يعلمك مهارات كيفية التواصل مع الآخرين، ولتبدئي بصديقة واحدة مثلاً تتحدثين معها وإن كان عن طريق الواتساب أو الفيسبوك، أو ابدئي في كتابة رسائل مثلاً في كراسة، وليس شرطا أن ترسليها لأحد، فقط اكتبي رسائل لصديقة أخرى في خيالك، عبري عن مشاعرك بالكتابة، وأسلوبك الذي كتبت به إلينا أسلوب رائع وممتاز، ويدل أن بقدرتك الكتابة والتعبير عن شخصيتك من خلالها، فهذا أيضاً سوف يساعدك في التدريب والتخلص من هذا الصمت، ولكن كما قلت أهم شيء هو التشخيص، إذا كان قلة الكلام ناتجا عن مرض، فيجب علاج المرض في المقام الأول، وبالتالي ستختفي قلة الكلام أو الصمت.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً