الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من اضطراب النوم وكثرة الأحلام المتعبة

السؤال

السلام عليكم

أنا فاطمة بعمر 28 سنة، وأعاني منذ فترة تقارب أكثر من خمسة أشهر، من اضطراب نوم وعدم القدرة على النوم، وكثرة الأحلام المتعبة أشعر وكأني كنت أعمل طول الليل عندما أستيقظ في الصباح، ويكون لدي صداع شديد جداً، وأكون عصبية جداً ولا أطيق أحدا وأتمنى فقط النوم، وفي بعض الأحيان نتيجة قلة النوم يكون لدي انخفاض في ضغط الدم بدرجة 10/6.

لم أعان سابقاً من أي اضطراب كهذا وأخاف من الاستمرار بهذا الحال، أرجو المساعدة جزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أول خطوة حين نتحدث عن قلة النوم في مثل عمرك هو أن نبحث عن السبب، ففي مثل عمرك التركيبات الكيميائية الدماغية تكون في أفضل حالاتها، ممَّا يُسهل على الإنسان النوم، خاصة النوم الليلي، وفي حالة حدوث الاضطراب هذا يجب أن نبحث عن سببه، هل قمت بتغيير عاداتك مثلاً؟ هل أصبحت تتناولين كميات كبيرة من الشاي والقهوة في فترة المساء؟ هل غيّرت مكان نومك؟ هل هنالك موضوع يقلقك وتكثرين التفكير فيه قبل النوم؟ هل لديك مشكلة مزاجية؟ لابد أن نبحث ونعرف السبب، وكلامي هذا هو تنبيه لك بأن تبحثي عن السبب، وإن كان هنالك أي سبب واضح وجلي فعليك الأخذ به ومعالجته، وهذا هو المفتاح الأول لتحسين النوم.

المفتاح الثاني هو: ترتيب الصحة النومية لديك بصورة جيدة. أولاً: اعرفي أن النوم الليلي هو الأفضل، والنوم المبكّر هو الأفضل، لأنه حقيقة يجعل الإنسان يستيقظ مبكّرًا ويستفيد من البكور، والبكور هو أجمل أوقات اليوم عند الإنسان.

هذا يتطلب تجنب النوم النهاري، وعدم تناول الميقظات كالشاي والقهوة أو البيبسي والكاكولا بعد الساعة الخامسة مساءً، وأن يكون الإنسان إيجابيًا، ومسترخيًا قبل النوم، فكّري في الأشياء الجميلة، احرصي على أذكار النوم، أذكار النوم تبعث طمأنينة كبيرة جدًّا لدى الإنسان، وكثير من الناس يتغافلون عنها، أو لا يركّزون فيها ولا يتدبّرونها، وهؤلاء طبعًا لا يستفيدون.

وجود الأحلام - كما تفضلت في رسالتك - قد يكون دليلاً على وجود القلق، نعم الأحلام المزعجة على وجه الخصوص تكون ناتجة من القلق والتوتر، وفي بعض الأحيان تناول الطعام الدسم ليلاً أيضًا يؤدي لهذه الأحلام.

أولاً: أرجو ألَّا تحكي هذه الأحلام، واستعيذي بالله منها، واسألي الله تعالى خيرها، وأن يصرف عنك شرّها.
ثانيًا: أرجو ألَّا تتناولي أي أطعمة دسمة ليلاً، وطعام العشاء يجب أن يكون خفيفًا إذا كنت من الذين يتناولون العشاء، وتثبيت وقت النوم، وممارسة تمارين الاسترخاء قبل النوم، يُساعد كثيرًا جدًّا، وتوجد برامج كثيرة لتمارين الاسترخاء على اليوتيوب، يمكنك الاستعانة بها، والاستفادة منها.

بقيت نقطة أخيرة وهي العلاج الدوائي. طبعًا توجد منومات كثيرة، وأنا لا أحب أن أعطي الأدوية التعودية، خاصة التي تنتمي إلى مجموعة البنزوديزبين، بالرغم من أنها تؤدي إلى نوم جيد، لكنها ذات أضرار كثيرة.

بما أنه لديك بالفعل بوادر القلق وكثرة الأحلام والصداع الشديد ووجود العصبية يفضل أن نعطيك علاجًا غير إدماني وغير تعودي، يُحسّن النوم بصورة واضحة جدًّا، الدواء يُعرف باسم (ميرتازبين)، أريدك أن تتناوليه بجرعة ربع حبة، الحبة بها ثلاثين مليجرامًا، تناولي 7,5 مليجرام ليلاً، وإذا لم يتحسّن نومك بصورة واضحة تناولي نصف حبة - أي 15 مليجرام - وهذه جرعة كافية جدًّا، لا تزيديها، يمكن أن تستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر مثلاً، بعد ذلك استمري على جرعة 7,5 مليجرام - أي ربع الحبة - يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم توقفي عن تناول الدواء.

توجد أدوية أخرى كثيرة، لكن الميرتازبين هو الأفضل والأسلم إن شاء الله تعالى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً