الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تراودني فكرة وسواسية بأذية ابنتي، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم.

تزوجت منذ 9 سنوات، ولم أنجب إلا بعد 6 سنوات من الزواج عن طريق زراعة أطفال الأنابيب -والحمد لله-، وكنت أنتظر أن تكبر، ولكن قبل 9 أشهر أصبت بهاجس أني سأؤذيها، فمثلاً عندما أرى شيئا تأتيني فكرة أذيتها، أو عندما أمر بأرض فارغة بأني سأدفن ابنتي هنا.

البعض قال إنها أفكار وسواسية، ويجب علي تجاهلها، وبالفعل بدأت التجاهل، واختفت أعراض ضيق النفس، ولكن بقيت الأفكار والقلق وعدم الانبساط، علما أني مستمرة في تجاهل الفكرة كلما جاءتني.

أشعر بأني غير سعيدة بابنتي، وأني أصبحت قاسية عليها، فهل هذا بسبب الأفكار الوسواسية؟ أريد منكم علاجا سلوكيا وليس دوائيا، لأن زوجي يرفض ذهابي لطبيب نفسي، أو أخذ الدواء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نداء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى أن يحفظ لك ابنتك، وأن يجعلها قرة عين لكما.
هذه قطعًا وساوس قهرية، والوسواس يتصيد الناس كثيرًا في أجمل الأشياء في حياتهم. هذا وسواس، وأتفق معك أنه وسواس قبيح المحتوى، الشيء المهم الذي أؤكده لك أن أصحاب الوساوس لا يُنفذون ولا يتبعون رغبات الوسواس أبدًا، خاصّة الرغبات السيئة من هذا النوع، رغبات الاعتداء، رغبات الإيذاء، هذه لا يقوم بها أبدًا الذين يعانون من الوسواس القهري، لذا لا نجد حقيقة أصحاب الوساوس القهرية في مجتمع الجريمة أبدًا، فمن هذه الناحية اطمئني.

أمّا من حيث العلاج: قطعًا تُحقّري الفكرة، ولا تناقشيها، لا تحاوريها، لا تحلِّليها، لا تسترسلي معها، في بدايتها خاطبيها بشيئين: قولي للفكرة (قف، قف، قف) كرريها وقولي: (أنت فكرة قبيحة، أنت تحت قدمي، أنا لن أهتمّ بك ...) وهكذا، وبعد ذلك استبدليها بفكرة مخالفة تمامًا، تخيّلي في شيء جميل، تصوري أن ابنتك بفضل من الله تعالى قد تميّزت في تعليمها، قد كبرت، قد تزوجت، حفظت أجزاء من القرآن الكريم، تصوري هذه التصورات الجميلة.

وعليك أيضًا بأن تُكثري من الاستغفار، وأن تستعيذي بالله تعالى من الشيطان الرجيم، المهم: الهدف هو تحقير الوسواس، تنفير الوسواس، صرف الانتباه عن الوسواس. هذه هي الأسس العلاجية، وأؤكد لك أنه لن يقع ضرر من جانبك على ابنتك، أسأل الله تعالى أن يحفظها، وأن يجعلها من الصالحات الناجحات.

بالنسبة للعلاج الدوائي: حقيقة أنا أراه مفيدًا لك، لكن الأمر متروك لك ولزوجك، هذا الفكر الوسواسي أعرفُ أنه فكر لعين ومزعج ومؤلم، بجانب العلاج السلوكي حتى تكتمل الدورة العلاجية كاملة، أعتقد أنك يمكن أن تستعملي أحد الأدوية البسيطة والجميلة والفاعلة، عقار مثل الـ (فافرين) أو الـ (زولفت) أو الـ (بروزاك)، أَيٍّ من هذه الأدوية رائعة وممتازة وسليمة وغير إدمانية، ولا تؤثّر على الهرمونات النسائية، وأنت لست بحاجة لها لفترة طويلة.

شاوري نفسك وزوجك الكريم حول الدواء، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً