الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوسواس القهري يمنعني من مزاولة حياتي، فما العمل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب أعاني من الوسواس القهري، وهي أفكار ملحة لا أعرف ما هي الأفكار، أحاول تحليل المواقف والأفكار ولكن لا أحصل على جواب، وأتناول دواء زولوفت 100، وزيرابين 5، ولكنها لا تساعدني كثيرا، لأني بسبب هذه الأفكار أتوقف عن ممارسة حياتي اليومية.

ودائما أريد مراجعة المواقف، وهذه الأفكار حقيقة أم وهم؟ أتمنى أن تساعدوني.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الوسواس القهري هو تكرار فكرة معينة، فكرة معينة يعرفها الشخص، تتكرر باستمرار، لا يستطيع مقاومتها أو التخلص منها، ويُسبب له قلقًا، فالفكرة هي معروفة، وعادة الأفكار في الوسواس القهري إمَّا تكون أفكارًا دينية أو أفكار متعلقة بالعنف أو بالجنس، ويعرفها أنها سخيفة لكنها لا يستطيع التخلص منها. هذا هو الوسواس القهري.

أمَّا التفكير المستمر في مشاكل الحياة أو غيرها، ويضغط على الشخص باستمرار، فهذا قد يكون نوعًا من أنواع التوتر أو الاكتئاب.

على أي حال: العلاج – أخي الكريم – هو عادة مضادة للاكتئاب من فصيلة الـ SSRIS في المقام الأول، فهي تُعالج الاكتئاب والقلق، والوسواس القهري.

لا أعرف منذ متى تتعاطى هذه الأدوية، لأن على الأقل مثلاً دواء الزولفت يحتاج إلى فترة شهر ونصف أو شهرين حتى نحكم له أو عليه، فإذا استعملته بهذه الجرعة المائة مليجرام لأكثر من شهرين ولم تستفد منه فأنا من رأيي أن تُغيّره إلى دواء آخر مثل مثلاً الـ (سبرالكس) أو الـ (باروكستين)، لأنهما أحسن في علاج القلق والتوتر.

أمَّا الـ (زيرابين) فهو في المقام الأول مضاد للذهان، ويُستعمل عادة لمساعدة النوم مثلاً، وكعلاج إضافي أو كعلاج داعم للدواء الأساسي وهو مضاد الاكتئاب، وطالما لم تستفد منه فأنا من رأيي أن تتوقف عنه.

هذه الأفكار طبعًا هي أفكار حقيقية، ولكن لا تستطيع أنت تتخلص منها وتُوقفها.

الشيء الآخر هو: ممارسة أشياء أخرى تُساعد على التقليل من التفكير والتوتر، وبالذات الرياضة، رياضة المشي يوميًا لمدة نصف ساعة، تُساعد بدرجة كبيرة على الاسترخاء، أيضًا يكون عندك روتين مُعيّن يومي تلتزم به، وحاول دائمًا أن تتواصل مع أصدقائك وإن كان عن طريق وسائل الاتصال والإنترنت، وهذا مهم – أخي الكريم – للعودة للعمل وممارسة الحياة اليومية.

والشيء الأخير: أتمنى أن تكون هذه الأدوية التي تأخذها وبهذه الجرعات تحت إشراف طبيب نفسي، لأن هذا مهمٌّ جدًّا حتى ما أنصحتُك به من أدوية احمل هذه الأفكار وأعرضها على طبيب نفسي، وتواصل مع الطبيب، وعاوده باستمرار حتى تختفي هذه الأعراض منك وتعود إلى حياتك الطبيعية.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً