الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من الأفكار السيئة التي تسبب لي عذاب الضمير؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا في حاجة إلى مساعدتكم..

منذ 7 سنوات وأنا أعاني من مرض الوسواس القهري، وصراحة كل مرة يدمرني، لأنني لم أستطع تجاوز الأفكار السلبية الناتجة عن هذا المرض، ومؤخرا لم أعد أنام، فقد أصبحت حياتي جحيما.

أنا إنسانة لدي ضمير، وأخشى وبشدة أن أؤذي أحدا مهما كان السبب، ولدي سمعة طيبة جدا، وللأسف الشديد دوما تأتيني أفكار أنني إنسانة شريرة ومصيري جهنم، فكل يوم تأتي إلينا طفلة صغيرة (بنت الجيران)، وأنا أحبها جدا، ولكن تأتيني أفكار تجعلني أختنق:
مثل فكرة أنني قلت لأخي أن يؤذي هذه الطفلة البريئة ويتحرش بها، مجرد فكرة تجعلني في حالة صعبة، وبعدها يؤنبني ضميري بشدة، وأتخيل كل شيء في خيالي، أحاول تجاهل ما يقع في خيالي دون جدوى، ويقع أيضا هذا في حديثي مع نفسي، مثلا أقول أني أقرر أني سأقول لأخي أن يفعل هذا عندما يكون بجانبي، ثم أخاف أن يسمع كلامي أو يعرف أفكاري، وأعيش لحظة من القهر والخوف، مع أنني أصلي وأقرأ القرآن، لكن هذه الأفكار تأتيني حتى في صلاتي.

أرجوكم هل يستطيع أحد أن يسمع حديثي مع نفسي؟ وهل ما أتخيله يمكن لأحد معرفته؟ وكيف أتخلص من عذاب الضمير؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زينب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء. أنت لديك استشارة سابقة أجبنا عليها بتاريخ 26/4/2020، واستشارتك هذه تحدثت فيها عن الوسواس القهري، وكيف أنه متسلط عليك، وكما ذكرتُ لك سلفًا فالوسواس بالفعل هو اقتحامي واستحواذي وإلحاحي، وحين يكون سيء المحتوى هذا يُؤلم الإنسان كثيرًا.

الأسس العلاجية هي نفس الأسس التي ذكرناها لك سلفًا: تحقير الوسواس، تجاهله بصورة تامّة، وصرف الانتباه عنه، واستبداله بفكر مخالف.

أنا ذكرتُ لك فيما سبق: إذا كان بالإمكان أن تذهبي إلى طبيب نفسي هذا أمر جيد، وإن لم يكن ذلك ممكنًا فالعقار الذي وصفناه لك أحسبُ أنه دواء ممتاز، ودواء فاعل جدًّا، وسوف يفيدك كثيرًا.

فأرجو – أيتها الفاضلة الكريمة – إمَّا أن تذهبي إلى الطبيب النفسي، أو تبدئي في تناول الدواء الذي وصفناه لك، وبعد شهرين من تناول العلاج أرجو إفادتنا بالنتائج العلاجية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً