الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الذي أعاني منه وسواس قهري أو اكتئاب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله لكم في كل ما تقدمونه وما تفرجون به عن كرب المسلمين.

أنا أعاني من الوسواس القهري منذ أكثر من 10 سنوات، كان في الأول خوفا من الموت وأخذت علاج انفرانيل، وتحسنت حالتي تماماً، ثم بعد أربع سنوات جاءتني نوبة ثانية من وسواس الجنون، أو إيذاء نفسي ونوبات خوف وهلع من القيام بقتل نفسي.

عدت إلى الطبيب وأخذت علاج السرترالين 100مغ (زولفت) وتحسنت حالتي نسبياً لكني لم أستطع التخلص من الدواء، فكلما أتحسن وأتوقف عن أخذ الدواء تعود لي الحالة بعد 3 أو 4 أشهر وأرجع آخذ الدواء.

لي الآن أكثر من سنة وأنا على العلاج (زولفت 75مغ، قرص ونصف)، لكن أي ضغط عصبي يعود لي الوسواس، لدي حزن كبير من غير سبب، وأتمنى الموت.

علماً أني غارقة في نعم الله، لكني أجد بأن الحياة لا طعم لها، فكل شيء روتيني وكأن شيئاً ينغص علي ويكرهني في الحياة، حتى عندما أكون سعيدة وفرحة ومقبلة على الحياة!

لست أعلم هل هذا أيضاً من الوسواس أم هو اكتئاب، فحياتي الآن بين السعادة والحزن، وقد قال لي الطبيب يجب أخذ مثبت مزاج بمقياس ضعيف، وأنا لا أريد كثرة أخذ الأدوية فهي تزيدني الخوف من الجنون.

هل أزيد في مقياس الزولفت أم أغيره، علماً أني -ولله الحمد- مواضبة على الصلوات في وقتها وأقوم بزيارة عائلتي ومساعدتهم، لكن دائماً تأتيني الوساوس حتى في فعل الخير، (مثل أن كل ما أبذله لغيري ليس لي)! لست أعرف لأنني ليس لدي أطفال أم ماذا؟ وأنا راضية وأعلم أن الدنيا دار ابتلاء، ولكن المرض النفسي أرهقني كثيراً.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نزيهة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فممَّا لا شك فيه أن ما تعانين منه هو وسواس قهري، اضطراب الوسواس القهري الاضطراري، وأعراضك واضحة، أعراض الوسواس القهري الاضطراري.

أمَّا ما تعانين منه من اكتئاب فهذا دائمًا يحصل مع الوسواس القهري، أعراض الاكتئاب تظهر مع الوسواس القهري، وبالذات إذا استمر لفترة طويلة، إذًا التشخيص الأولي هو وسواس قهري اضطراري مع أعراض اكتئابية، والعلاج واحد، لأن الزولفت هو أيضًا مضاد للاكتئاب.

أنا أرى طالما تحسّنت على الزولفت جزئيًا؛ من الأحسن زيادة الجرعة، لأن بعض الناس يحتاجون إلى جرعات كبيرة، وخمسة وسبعون مليجرامًا ليست بجرعة كبيرة، معظم الناس في الوسواس القهري قد يحتاجون لجرعات تصل لمائة وخمسين مليجراما في المتوسط.

إذًا ارفعي جرعة الزولفت، وأهم شيء هو أنك تحتاجين لعلاج سلوكي معرفي مع العلاج الدوائي، جلسات علاج سلوكي معرفي مع معالج نفسي متمكّن، سوف يُساعدك كثيرًا في التخلص من أعراض الوسواس القهري والاكتئاب الباقية، وأيضًا يُساعدك في عدم أخذ جرعة كبيرة من الدواء، ويُساعدك أيضًا في عدم ظهور الأعراض مرة أخرى عند التوقف من الدواء.

إذًا الحل هو في رفع جرعة الزولفت، مع علاج سلوكي معرفي.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً