الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضرب زوجي لي أمام أخته أحدث لي آثارًا سيئة، فكيف أتجاوز ذلك؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا سيدة أبلغ من العمر 30 سنة، موظفة، ولدي ابن.

مؤخرا بدأت أشعر باكتئاب حاد، وضعف الشخصية، وكثرة التفكير السلبي الذي لا ينقطع؛ والسبب هو الشجار الذي وقع بيني وبين زوجي حيث قام بضربي أمام أخته، الشيء الذي سبب لي انهيارا وفقدان الثقة بالنفس!

كرهت زوجي كرها شديدا، ولم أستطع تجاوز ذلك العنف الذي سبب لي ضعف الشخصية وفقدان الثقة بالنفس والاكتئاب والعصبية الزائدة.

سؤالي سيدي: كيف أتجاوز هذه المحنة؟ وكيف أقوي شخصيتي؟

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.

قطعًا – أختي الكريمة – هذا حدث مؤسف جدًّا، أسأل الله تعالى ألَّا يتكرر، والذي أنصحك به هو الآن أن تكوني في فترة من الحياد النفسي، أي لا تناقشي هذا الأمر كثيرًا مع نفسك، لأن الإنسان حين يكون تحت ضغوط شديدة ربما يتخذ قرارات خطأ، حاولي أن تكوني في لحظة هدوء، وألَّا تتخذي قرارات، وإن كنت لا زلت في بيت زوجك فتعاملي معه بقدر المستطاع بثقة وباحترام، ولا تناقشي هذا الأمر معه في الوقت الحاضر.

وبعد أن تهدأ خواطرك يمكنك أن تطلبي منه وتتحيّني الفرصة التي يكون مزاجه فيها طيبا وتُناقشيه فيما حدث، ودائمًا المشاكل الزوجية كثيرًا ما تكون مشتركة، يعني: الزوج والزوجة كلاهما ربما يُشاركان في المشكلة، لكن أحدهما قد يكون صاحب النصيب الأكبر. أنا طبعًا أتكلم بصفة عامة، ولا أقصد مشكلتك أنت وزوجك، لكن ما هو عام أيضًا ينطبق عليها.

فحين يتم النقاش بينك وبين زوجك في لحظة تصاف وفي لحظة سمو وفي لحظة هدوء؛ يمكن أن تضعوا النقاط التي تساعدكما على تجاوز هذه المرحلة وعدم تكرارها. ولا بد أن تكوني مدركة تمامًا لأخطائك إن كان قد بدر منك أي خطأ، وتحاولي أن تُصححيه، وإن كان هناك مجال للاعتذار يمكن للإنسان أن يعتذر، وإذا لم يعتذر زوجك لك فلا تتأثري بذلك.

طبعًا مجرد أن يقوم بضربك أمام أخته فهذا أمرٌ مرفوض تمامًا، أيًّا كان الخطأ الذي حدث، وأيًّا كان الظرف الذي وقع، نحن لا نُقِرُّ مثل هذا الأمر، لكنه بكل أسف يحدث.

أنا أعتقد أنك حين تتجاوزين هذه المشكلة بحكمة؛ هذا سوف يقوّي شخصيتك، وسوف يشعرك بقيمتك الذاتية. أنت الآن في حالة إحباط، وفي حالة يمكن أن نسمّيها (افتقاد القدرة على توظيف مقدراتك الشخصية والمهاراتية من أجل أن ترتقي بنفسك)، أنا أؤكد لك أن الإمكانات موجودة، المقدرات موجودة، ونحن الذين نُغيّر أنفسنا، {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}.

فلا تُقيّمي نفسك تقييمًا سلبيًّا أبدًا، قيمي نفسك تقييمًا إيجابيًا، واحرصي على حياتك الأسرية وحياتك الزوجية، نظمي وقتك، هذا مهمٌّ جدًّا: أعمال البيت، القراءة، العبادة، التواصل الاجتماعي، لا بد من أن يكون هنالك ترتيب وتنظيم، وتُديري وقتك بصورة ممتازة، وأنت الحمد لله لديك زوج، ولديك ابنك، ومهما كانت هنالك اختلافات فيجب حقيقة أن تكوني حريصة على أن يستمر هذا الزواج على أفضل ما يكون. لديك العمل أيضًا، العمل جيد، ويعتبر متنفَّسًا طيبًا فيما يتعلق بعلاج الاكتئاب.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر ميما

    اللهم عافينا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً