الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أكثر الاهتمام بالتفاصيل وأريد كل شيء كاملاً، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شخص دقيق جدا، وأكثر التفكير في كل التفاصيل، وأحب أن يكون كل شيء كاملا، وأخطط لكل خطوة، ولكني أصبحت لا أرى شيئا يستحق بذل الوقت والتفكير له، فصرت أخطط لأمور أكبر من طاقتي، مثلا أن أصبح صاحب ثروة، وأيضا الوصول إلى المثالية في الصحة من خلال فهم كيمياء الجسم وأمور دقيقة جدا جدا، حتى صرت أسجد للسهو في كل صلاة تقريبا، وخاصة عندما طبق الحجر الصحي وأغلقت المساجد.

ثم فجأة أصبت بخوف شديد جدا، وثقل كبير على صدري لدرجة أنني لا أستطيع المشي من الخوف، علما أن هذا الخوف لا أجد له تفسيرا أو أسبابا تافهة جدا، حاولت علاج نفسي بالرياضة والصوم، وقراءة القرآن، وأخذ المكملات الغذائية التي تعوض نقص السيروتنين في الجسم والماغنيسيوم للأعصاب، ولكني أشعر براحة مؤقتة وفجأة أتذكر أي شيء متعب فترجع لي أعراض الخوف والقلق وثقل على الصدر.

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.. وأشكرك على ثقتك في هذا الموقع، أخي كلنا يحتاج لدرجة من الدقة والوسوسة لنكون منضبطين ودقيقين ومنجزين، لكن قطعاً هذا التدقيق والانضباط إذا فات الحد اللازم يتحول إلى عكسه، يتحول إلى قلق إلى توتر إلى تشتت، وعدم القدرة على التركيز.

يا حبذا أخي الكريم لو حاولت أن تدخل في مشروع معقول، مشروع واقعي، مثلاً تقدم لدراسة جديدة إن كان ذلك ممكناً، تسعى لحفظ القرآن أو لأجزاء من القرآن هذه مشاريع حقيقة ممكنة جداً والتدقيق فيها يفيد، وحين تركز على مشروع واحد أعتقد أن خيالك وفكرك ومشاعرك ووجدانك سوف يتجه نحو هذا المشروع، مما يقلل عليك عبأ التفكير بدقة في بقية الأمور، هذا من ناحية.

من ناحية أخرى برامجك ممتازة، برامج الرياضة، والصوم، وقراءة القرآن، أخذ المكملات الغذائية هذا كله طيب جداً، لكن يجب أن تضيف لها حسن إدارة الوقت، وتخصص وقتا لكل شيء، لأن حسن إدارة الوقت يعلم الإنسان الانضباط الإيجابي، موضوع سجود السهو في الصلاة أخي الكريم هذا أمر يجب أن تحد منه يجب أن توقفه، حاول أن تكون أكثر خشوعاً وتركيزاً في صلاتك، ولا تسجد للسهو بالكيفية والطريقة التي ذكرتها.

أنا أعتقد أنه أيضاً سيكون من الجيد لك جداً أن تتناول أحد الأدوية المضادة لقلق الوسواس، والمحسنة للمزاج والتي تزيل الخوف أيضاً، عقار سيرترالين سيكون مناسب جداً ومفيد جداً، إن كان بالإمكان أن تقابل طبيباً نفسياً فهذا جيد وإن لم يكن ذلك ممكناً فيمكنك الحصول على هذا الدواء فهو دواء بسيط جداً، الجرعة في حالتك هي أن تبدأ بنصف حبة أي 25 مليجرام ليلاً لمدة 10 أيام بعد ذلك اجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين ثم نصف حبة يوم بعد يوم لمدة أسبوعين ثم تتوقف عن تناول الدواء.

هو دواء سليم وغير إدماني وهذه الجرعة صغيرة جداً أعتقد أنها سوف تساعدك وسوف تكون كافية جداً بشرط -يا أخي الكريم- أن تستمر في اجتهاداتك السلوكية وتحقر فكرة التدقيق الشديد.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.. وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً