الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل حالتي المرضية عضوية أم نفسية؟ أرجو التشخيص.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

عمري 19 سنة، اليوم أحسست بحرارة في جسمي غير عادية، مع خفقان في القلب وتسارع نبضات القلب، وأحسست بضغط في بعض المناطق في جسمي.

ذلك بعد رؤية مشاهد رعب في التلفاز، وأعاني من الوسواس القهري، فبعد رؤية تلك المشاهد بدأت تأتيني وساوس عن مس الشياطين -والعياذ بالله-.

هل حالتي المرضية عضوية أم نفسية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضل/ وصال حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونشكرك على ثقتك في هذا الموقع.

الشعور بالحرارة بالجسد مع تسارع ضربات القلب والشعور بالضغط في بعض مناطق الجسم: هذا ناتج من التوتر النفسي -أي القلق–؛ لأن التوتر النفسي يتحوّل إلى توتر عضلي، وهذا يؤدي إلى الشعور بالضغط في بعض مناطق الجسم، وربما حرارة في الجسم، كما أن القلق في ذات الوقت يؤدي إلى تنشيط ما يُعرف بالجهاز العصبي اللاإرادي –أو ما يُسمَّى بالجهاز السمبثاوي– وتنشيط هذا الجهاز يؤدي إلى زيادة في إفراز مادة الأدرينالين، وينتج عن ذلك تسارع في ضربات القلب والشعور بالخفقان.

أنت شاهدت ذلك الموقف المخيف في التلفاز، وأعتقد أن هذا أطلق لديك شرارة قلق المخاوف، والذي نتجت عنه وسوسة فيما بعد. والخوف والوسواس المكوّن الجوهري لهما هو القلق.

فحالتك حالة نفسية بسيطة، ظاهرة نفسية، لا علاقة لها بأي مرض عضوي. طبعًا الوساوس حول الشيطان كثيرة في مجتمعاتنا، لأن الحقائق قد اختلطت بالشعوذة وبالحديث في الغيبيات دون أي معرفة أو أسس صحيحة.

أقول لك: حقّري هذه الأفكار تمامًا، أنت ليس لديك مرض عضوي، لكن لديك القابلية لقلق المخاوف، وهذا يُعالج من خلال التجاهل، من خلال أن تمارسي الرياضة، أن تطبقي بعض التمارين الاسترخائية أو ما نسمّيه بتمارين التنفّس المتدرج (الشهيق والزفير وحبس الهواء في الصدر)، كذلك تمارين قبض العضلات وشدِّها ثم إطلاقها، هذه كلها تمارين مفيدة جدًّا في حالتك. إسلام ويب لديها استشارة رقمها (2136015)، أرجو أن ترجعي لها وتستفيدي ممَّا ذكر فيها من إرشاد، كما أنه توجد برامج كثيرة جدًّا على الإنترنت وعلى اليوتيوب توضح كيفية ممارسة هذه التمارين.

أريدك أيضًا أن تُحسني إدارة الوقت؛ لأن الشعور بالفراغ كثيرًا ما يؤدي إلى الوسوسة وإلى المخاوف، فأشغلي نفسك في دراستك، في التفاعل الأسري، احرصي على صلواتك في وقتها، تواصلي اجتماعيًّا مع الصالحات من الفتيات، ودائمًا عيشي على الأمل والرجاء، وفكّري حول المستقبل تفكيرًا إيجابيًا وصحيحًا.

هذا هو الإرشاد الذي أودُّ أن أذكره لك، وإن اشتدت عليك الأعراض –ولا أتمنى ذلك قطعًا– يمكن في هذه الحالة تذهبي إلى طبيب نفسي، وإن كان ذلك ليس سهلاً فهنالك دواء ممتاز يُسمَّى (سبرالكس) واسمه العلمي (استالوبرام) سيكون مفيدًا جدًّا لك، وهو دواء غير إدماني وغير تعودي، ولا يؤدي أبدًا إلى اضطرابات هرمونية عند النساء، الجرعة في حالتك جرعة صغيرة، تبدئي بنصف حبة –أي خمسة مليجرام– يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم تجعلي الجرعة عشرة مليجرام يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول السبرالكس.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً