الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني نفسيا من سوء ما مررت به، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا متزوجة منذ ٩سنوات، وعشت مع زوجي سنتين فقط، كان مسافرا، وفي أثناء سفره كنت أسكن مع أهله لمدة 7 سنوات، كان يأتيني في السنة خلال 7 سنوات كل شهر، حيث جلس معي لمدة 4 أشهر فقط، وعندما أتممنا أوراق السفر سافرنا إليه أنا وبناتي، وتفاجأت بمعاملته معي وتصرفه، فقد كان يجرحني ويقلل من شأني.

أنا شخصيتي حساسة وكتومة، ولا أنسى المواقف التي تضايقني، فقد تعرضت لبعض الظلم والآلام النفسية من أهله، وما زلت لم أنس جراحي القديمة عند ذهابي لزوجي، فقد كان يستهزئ بي ويظلمني، وخاصة عندما أكون في فترة الدورة الشهرية، حيث تسوء نفسيتي، مما يجعلني أبكي وأبتعد عن زوجي وأولادي، أنا أشعر بأني مريضة نفسيا، فماذا أفعل؟


ساعدوني من فضلكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هاله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

غاليتي هاله: إن الإسلام أنصف المرأة وأعطاها حقوقًا، وأوجب عليها واجبات، والله -عزَّ وجلَّ- قال لنا في كتابه الحكيم: "الرجال قوامون على النساء".

وهذا من أجل استقرار الحياة الزوجية، وأعطى الزوج المسؤولية والتوجيه والأمر والنهي، وأوجب عليه النفقة لتأمين سبل العيش له ولزوجته من مسكن ولباس وطعام وشراب، وأيضًا أخبرنا الصادق المصدوق الأمين حيث قال: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"، بما معناه أن الرجل راع على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده"، والإسلام حث الرجل على التودد إلى المرأة وتحمل ما يصدر منها من أخطاء، وبهذا الصدد أيضًا أوصانا رسولنا وقال: "لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقًا رضي منها آخر"، وكذلك الزوجة إن كرهت صفة بزوجها حتمًا سوف تجد فيه ما يرضى أنوثتها.

أنا أشعر بك؛ فأنت بحاجة إلى زوج يهتم بك ويشعرك بأنوثتك، وتغيير أي سلوك لا يمكن أن يحصل بين يوم وليلة، ولكن بعض المواقف تستدعي الحزم، ولا يمكن التغافل عنها.

إليك - غاليتي - بعض- الخطوات التي تساعدك على استعادة العلاقة الزوجية، وكان الله في عونك:

* لا تسمحي لليأس والقهر أن يسيطران عليك، وانظري إلى نعم الله عليك من أبناء هم زينة الحياة الدنيا.

*تجاهلي أسلوب زوجك وانتقاده لك، واطلبي منه وبطريقة هادئة جلسة مصارحة، وأخبريه أنك تحتاجين إليه في تربية الأبناء، وأنهم في فترة من العمر بحاجة إلى دعمه ومساندته لهم.

* تحدثي مع زوجك وعبري عن مشاعرك، وقدمي بعض الحلول واستمعي إليه، ولا تفتحي مواضيع قديمة لا فائدة منها، واسترجعي معه الذكريات الجميلة التي مرت بينكما؛ فهذه الأمور تليّن القلوب مهما كانت جافة وقاسية؛ فبالنهاية هو رجل ويحتاج الى الحنان.

* تقربي من زوجك وشاركيه اهتماماته، وأظهري مدى سعادتك عندما يستمع إليك ويضمك بين ذراعيه، فالمشاعر والأحاسيس تقوي أواصر العلاقة الحميمية بينكما.

*ابتعدي عن أسلوب اللوم والنقد الجارح، ولا تذكريه بأخطائه وعيوبه، بل أظهري له الاحترام في بيته وأمام أهله والناس، ونصيحتي لك هي: ترميم ما انكسر بينك وبين زوجك، وتجنبي أي حوار قد يثير الخلاف ويشعل الغضب.

*اجتهدي واتصلي بأهل زوجك، وأكرميهم بالكلمة الطيبة إكرامًا لزوجك؛ لأنَّ جفاء أهله يولّد المشاكل التي تهدد حياتك الزوجية؛ فالمرأة الذكية تظهر حبها واحترامها لزوجها من خلال تقديرها لأهل زوجها، وانسي الخلافات التي حصلت فيما مضي وتجاوزيها من أجل الحفاظ على صحتك النفسية أولاُ، وثانياً على مملكتك الزوجية.

يُقال: هنيئاً لقلوب تُصبح وتُمسي ولا تحمل حقداً على مسلم! ما أسعدها.

* اهتمي بلياقتك البدنية، ومارسي رياضة المشي في الهواء الطلق، فهي تساعد على التخلص من الضغوطات اليومية مما ينعكس إيجابًا على النفسية والمزاج العام، وبإمكانك أن تصطحبي بناتك معك.

* اعملي على تقوية الوازع الديني والإيمان لدى جميع أفراد أسرتك، مما يساعد في إثراء الحب والحنان والاحترام بينكما.

* أنت بحاجة إلى تعزيز مستوى الثقة لديك؛ وهذا يعتمد على حبك لذاتك ورضاك عن نفسك، والرضى بما أنعم الله عليك من نعم، فالحياة تحتاج إلى المرونة في التفكير، والتعامل مع المستجدات بروح الصبر، فكل ما تفعلينه وتقولينه يعبر عن مدى ثقتك بنفسك، فكوني زوجة مميزة واثقة من حب زوجها لها، وأشعري زوجك أنك تثقين بكلامه، واكسبي قلبه، وتقربي منه، وكوني الصديقة التي تستمع وتتفهم زوجها، وتقترح عليه الحلول الذكية عند مواجهة أي مشكلة، فالزوجة هي مصدر الطاقة الإيجابية، والأنثى التي تمتلك الجاذبية.

*ثقفي نفسك، واقرئي الكتب التي تتحدث عن الحقوق والواجبات بين الزوجين، والكتب التي تتحدث عن أهمية الاحترام المتبادل بينهما، بالإضافة إلى التثقيف الجنسي؛ فكل هذه المواضيع تعطيك ذخرًا من المعلومات التي تساعدك على رؤية الأمور بطريقة مختلفة، وتعينك على إيجاد الحلول الصحيحة.

* أكثري من الدعاء والاستغفار، واطلبي من الرحمن أن يؤلف بين قلبك وقلب زوجك: "إن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن، يُقلبها كيف يشاءُ".

أسأل الله لك الراحة والسكينة، وأن يهدي زوجك، وأن يأخذ بناصيته إلى الصراط المستقيم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً