الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي أفكار ووساوس غريبة، فهل أتجاهلها أم أصدقها؟

السؤال

السلام عليكم.

عندما تنتابني فكرة غريبة من قبيل: إذا شاهدت هذا المسلسل سيحدث لك شيء سيء وستمرض، أو أفكار خيالية إذا لمست هذا الجزء من الأرض فستصبح مريضا أو من هذا القبيل، أو عندما تتخيل في المرآة شخصا ويخال لك أنه إذا نظرت إليها ستصبح لديك أفكاره، لا أدري، إنها حالة جدا معقدة.

أو عندما تخبر شخصا بشيء فستمرض بأشد الأمراض، هل تعتبر هذه حالة من الوسواس القهري رغم دوامها لحظة طويلة جدا، وهل يحدث هذا بسبب مشاهدة أشياء الرسوم المتحركة والتأثر بها لوقت طويل جدا.

أرجو طمأنتي هل يجب علي تصديقها أم تجاهلها فقط؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Selma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

الظاهرة التي تحدثت عنها قطعًا هي وساوس قهرية، هو نوع ممَّا يُسمَّى (بوساوس التطيُّر) أو (وساوس التشاؤم)، وهي معروفة، وهذا النوع من الوساوس يتم علاجه بالسُّبل المعروفة: تحقير فكرة الوسواس، وفكّ هذا الربط بين الفكرة وما سوف ينتج عنها، أو أن الفكرة هذه مرتبطة بشيءٍ مُعيَّن (إذا قمتُ بكذا سوف يحدثُ كذا)، تُغيّري فكرك، وتعطي بديلاً أكثر تفاؤلاً، وتحقّري الفكرة تحقيرًا شديدًا، ويمكن أيضًا أن تلجئي لتمرين يُسمَّى بتمرين (التوقف عن الفكر الوسواسي) بأن تُخاطبي الفكرة في بداياتها قائلة: (أنتِ فكرة حقيرة، أنا لن أهتمّ بك، أنت فكرة كاذبة، أنتِ تحت قدمي ...) وهكذا، ويجب ألَّا تخوضي أبدًا في تفاصيل هذا الوسواس.

ودائمًا ابدئي كل خطوات حياتك بذكر الله، بالاستغفار، أن تحمدي الله، أن تسألي الله الخير، الأذكار بعد الصلاة، أذكار الصباح والمساء، والأذكار الموظفة في اليوم، هذه مهمّة جدًّا، وتقوي الإنسان وتجعله لا يكون متشائمًا أو متطيِّرًا.

الأمر – أستطيع أن أقول أنه – مرتبط مباشرة بمشاهدة الرسوم المتحركة، لكن قطعًا الجلوس ومشاهدة هذه الرسوم لأوقات طويلة أمرًا ليس بالطيب أبدًا، تقود الإنسان إلى نوع من التفكير الخيالي في بعض الأحيان، وتؤدي إلى أحلام يقظة لا داعي لها.

قسّمي وقتك بصورة جيدة، ركّزي على دراستك، ركّزي على صلاتك، على أن تأخذي قسطًا من الراحة ليلاً، نومًا ليليًّا مبكّرًا، نومًا مُريحًا وكافيًا، أن تمارسي التمارين الرياضية، أي تمارين تناسب الفتاة المسلمة حتى وإن كان ذلك داخل المنزل.

فأنا أطمئنك تمامًا، هذه أفكار سخيفة كاذبة متسلطة عليك، ويجب ألَّا تُصدّقيها أبدًا، حقّريها، أوقفيها، وتجاهليها، وإن شاء الله تعالى سوف تكونين على أفضل ما يكون.

لا قدّر الله إذا استمرت هذه الأفكار معك فتحدثي إلى والديك، وقابلي طبيب نفسي، وفي هذه الحالة سيصف لك الطبيب أحد الأدوية المضادة للوساوس القهرية، وعقار مثل الـ (فافرين) أو (سيرترالين) سيكون مناسبًا جدًّا.

هذه مجرد احتمالية، أنا وددتُّ أن أعطيك صورة متكاملة للعلاج، إن طبّقت الإرشادات الأولى قد تكون كافية جدًّا، لكن إذا اضطررت لتناول الدواء فأرجو أن تتناوليها دون أي تردد، خاصة أن هذه الأدوية سليمة وفاعلة جدًّا في علاج الوساوس.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً