الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخاف من الإصابة بالأمراض وهذا الأمر أتعبني فهل من نصيحة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بدأت مشكلتي قبل خمسة أسابيع، حينما أحسست بخدر في خدي، ومن خلال بحثي بالنت تبين لي أعراض أمراض خطيرة، شعرت بالخوف وذهبت للمستشفى وأجريت فحص الدم، وتخطيط القلب و- الحمد لله - كلها سليمة.

بعدها شخصت نفسي بأنني مصاب بالتصلب اللويحي؛ بسبب رفرفة العضلات بالساقين واليدين، ومرات بمختلف مناطق الجسم، ولكن الأهل طلبوا مني ذكر ربي والاستعاذة من هذا الوساوس، وما أعانيه هو قولون عصبي جراء وساوسي من مرض كرونا، ومن خدرة الخد التي حدثت قبل أيام.

وعلى كلامهم ذهبت إلى دكتور الباطنية، وقمت بعمل السونار لبطني وجميع الأعضاء سليمة - الحمد لله -.

وأجرى الطبيب فحصا لجرثومة المعدة، وتحليل لفيتامين ( د )، وفيتامين ( ب 12 )، كلها سليمة وممتازة، إلا فيتامين ( د ) كان ناقصا ووصف الطبيب علاج أسبوعي، ووصف دواء ( دوجماتيل 50 )، حبتين باليوم قبل الأكل.

تناولته قرابة أسبوع وبعدها تحسنت، وكنت أنظر للأفكار التي كانت تراودني سابقا على أنها أشياء مضحكة وغير منطقية، بعدها تغيرت عندي الرغبة الجنسية والانتصاب، وهذا الشيء مزعج جدًا، والسبب كان الدوجماتيل فأوقفته.

بعدها بيومين رجعت لي الوساوس؛ بسبب الرفرفة بالعضلات، وشعوري بالوخز، شيء يشبه وخز الإبر وغير مؤلم، مع حرارة في الظهر واليدين أثناء النوم، خاصة إذا كانت ملامسة لشيء تزداد الحرارة.

أجريت أشعة الرنين المغناطيسي، وقال الدكتور إن أعصابي سليمة، وارتحت لمدة يومين ثم عاد لي الوسواس مرة أخرى متزامنا مع عودة الرفرفة والخدران.

أفيدوني لو تكرمتم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ راشد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت تعاني من قلق ومن رهاب المرض بصورة واضحة، وطبعًا هذه الاضطرابات أو القلق ورهاب المرض يزداد في هذه الأيام جرَّاء جائحة الكرونا، وبالذات الذين عندهم تاريخ مرضي، أو عندهم قابلية لحدوث هذه الأشياء، وهذا ما نشرته هيئة الصحة العالمية.

نرجع إلى موضوعك: واضح أنك تعاني من قلق ورهاب المرض، وأخذ هذا منحىً وسواسيًّا، وأهم شيء – أخي الكريم – هو أن تتوقف عن البحث في النت؛ لأنك لا تستطيع تشخيص نفسك.

ثانيًا: هذه الأشياء تؤدي إلى مزيد من الخوف والرهاب، وأيضًا عدم الذهاب إلى الأطباء وإجراء الفحوصات المتكررة والكثيرة، - الحمدُ لله - أنك وصلت لهذه المرحلة وتحسّنت على علاج الدوجماتيل، الدوجماتيل فعلاً مضاد للقلق والتوتر، ولكن للأسف طبعًا يعمل على زيادة هرمون البرولاكتين – هرمون الحليب – وهذا يؤثّر على الناحية الجنسية، وهذا ما حصل معك.

كان يمكن أن تُخفض الدوجماتيل إلى حبة واحدة، بدلاً من حبتين في اليوم، لعلَّ هذا يُقلِّل من الآثار الجانبية.

الشيء الآخر: يمكنك علاج نفسك بالعلاجات النفسية، وبالذات العلاج بالاسترخاء، ويمكنك فعل أشياء تجعلك تسترخي، ومن أهما ممارسة الرياضة، وبالذات رياضة المشي يوميًا، إن كان هناك طريقة، أو تمارين رياضية في اليوم لمدة نصف ساعة وتكون يوميًا أخي الكريم.

أيضًا يمكنك الاسترخاء عن طريق التنفُّس، بأخذ نفس عميق وإخراجه خمس مرات وتكرار ذلك عدة مرات في اليوم، ولا تنسى – أخي الكريم – أهم شيء، وهو الالتزام بالصلاة، والذكر وقراءة القرآن، فإنها تزيد الطمأنينة وتجعلك تشعر بالسكينة، وإذا شعرت بالسكينة والراحة واطمئن قلبك فهذا بالتالي يطرد القلق والتوتر الذي تعيش فيه.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً