الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من وسوسة بمرض أصاب أحد أقربائي، كيف الخلاص من ذلك؟

السؤال

السلام عليكم

قبل خمسة أشهر تعرضت أمي لكدمة قوية على الصدر، تسببت بألم مكان الضربة واليد، وتورم في الصدر مكان الضربة لمدة قصيرة وتحسنت بعدها، لكن في الشهرين الأخيرين بدأت تأتيني وساوس وأفكار بأن أمي مصابة بسرطان الثدي من هذا التورم، وأصبحت أبحث عن الأعراض، وأتوهم أنها موجودة فيها، وأي تصرف لأمي أستنتج منه قصصا وخيالات ترجع للموضوع ذاته.

صارحت أختي بالموضوع، فسألت أمي إذا كانت تشتكي من أعراض؟ فأجابتها: لا، فارتاحت نفسي قليلا ثم عاودتني الأوهام مرة أخرى.

فقدت المتعة في حياتي، أصبحت أكثر عزلة، "أنا شخصية انطوائية منذ زمن"، ولكن زادت عزلتي هذه الفترة، فأصبحت أتوتر من الجلوس مع أمي، وأشعر بالخوف من أن أرى منها أي تصرف يزيد عندي الوساوس.

فقدت شهيتي وكافة نشاطاتي، والتفكير يلازمني طول الوقت، وأرجع وأبحث عنه أكثر، وتزداد المخاوف عندي، مع العلم أن أمي نفسيتها وراحتها بمكانها، ولا تشتكي من آلام، لكن تأتيني وساوس أن هناك أعراضا لم تظهر بعد، وأصبحت أخشى ان أجلب لأمي المرض بسبب أفكاري وسوء ظني، وأصبح يتعبني التفكير بالموضوع أكثر.

أرشدوني لحل أو دواء ينهي معاناتي، ويعيدني لطبيعتي.

أعتذر على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Maram حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

فما تعانين منه هو أعراض وسواس قهري اضطراري، يتمثل في هذه الأفكار التي تتكرر في ذهنك عن موضوع سرطان الوالدة، وواضح أنك لا تستطيعين التغلب عليه؛ مما سبب لك ضيقاً وتوترا وقلقاً، وجعلك أحياناً تتفادين الجلوس مع الوالدة؛ لأن الوساوس تسيطر عليك، ولا تستطيعين التغلب عليها.

هذه الوساوس لا تحدث في الحقيقة، أي -بإذن الله- لن يحصل شيء لوالدتك، ولكن تعانين من هذه الوساوس وتحتاجين إلى علاج، وعلاج الوسواس القهري إما أن يكون علاجا دوائيا أو يكون علاجا نفسيا أو الاثنين معاً، ومن الأدوية الفعالة لعلاج الوسواس القهري هو الفلوكستين، أو ما يعرف بالبروزاك، يأتي في شكل حبوب أو كبسولات 20 مليجراما، ابلعي حبة بعد الإفطار، وتحتاجين أن تنتظري لفترة شهر ونصف، أو شهرين حتى تبدأ هذه الأعراض في الزوال، ثم بعد زوال هذه الأعراض يجب أن تستمرين في العلاج لفترة لا تقل عن 6 أشهر، ثم بعد ذلك أوقفيه بدون تدرج.

العلاج السلوكي المعرفي يتمثل في مهارات معينة لكيفية تجاهل هذه الأفكار وعدم العمل بها، وتحتاج هذه إلى التواصل مع معالج نفسي يعرف كيفية مساعدتك في العلاج السلوكي المعرفي، من خلال جلسات تتراوح ما بين 10 إلى 15 جلسة، جلسة أسبوعية يعطيك فيها مهارات معينة وواجبات منزلية معينة تطبيقينها، ثم تراجعين معه أين نجحت وأين أخفقت، وبهذا -إن شاء الله- مع العلاج الدوائي يتوقف هذا الوسواس وتعودين إلى حالتك الطبيعية.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً