الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي، ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندي استفسار نفسي، منذ فترة وأنا أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي، وزادت هذه المشكلة بعد حظر كورونا.

أصبحت أخاف حتى الخروج من المنزل، ما الحل؟ هذه المشكلة خفت كثيراً قبل الكورونا لكن الآن تفاقمت.

علماً أنني تربيت في بيت كثر علي فيه اللوم على أي شيء أعمله في المنزل، ولا يحبون أن يأتيهم الناس، والآن أنا أصبحت في نفس المشكلة أريد أن أصبح اجتماعياً، لأني انطوائي جداً، وأحياناً كثيرة أرتاح للانطوائية، لكن أحياناً أحتاج أن أصبح اجتماعياً ولا أستطيع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أصدرت هيئة الصحة العالمية منشوراً وبياناً بخصوص الاضطرابات النفسية في جائحة الكرونا، ومن أكثر الأشياء التي تم ذكرها أن الناس - أو الأشخاص الذين كانوا يُعانون من بعض الاضطرابات النفسية – تعود إليهم أو تزداد هذه الاضطرابات في ظلّ هذه الجائحة، ولعلَّك أنت من هؤلاء الأشخاص أخي الكريم.

علاج الرهاب الاجتماعي هو إمَّا أن يكون علاجًا دوائيًا أو علاجًا سلوكيًّا معرفيًّا، والأفضل الجمع بين الاثنين، وبالذات في حالتك العلاج السلوكي المعرفي مهم، لأن – كما ذكرت – هناك بعض العوامل التي قد تكون سببًا في هذا الرهاب الاجتماعي، وهو التربية التي تلقيتها في الصِّغر، والظروف الأسرية، أو المحيط البيئي الذي يُعضد أو يُساعد على الرهاب الاجتماعي.

هنا العلاج السلوكي المعرفي يكون مهمًّا، مع العلاج الدوائي، والعلاج السلوكي المعرفي يجب أن يتم بواسطة أخصائي نفسي أو معالج نفسي، يعطيك مهارات مُعينة تُطبّقها وتُراجعها معه، وإن تعذّر التواصل معالج نفسي فهناك الآن برامج في الإنترنت للعلاج الذاتي، (العلاج السلوكي المعرفي الذاتي)، تكتب إليهم وتعطيهم مشاكلك، وبعد ذلك يتواصلون معك عن طريق النت ويعطونك إرشادات، ثم تتواصل معهم عمَّا يحصل معك، هذا من ناحية العلاج السلوكي المعرفي.

أمَّا من ناحية العلاج الدوائي فأفضل علاج – أو من العلاجات المناسبة للرهاب الاجتماعي – هو دواء الـ (سيرترالين/ زولفت) خمسين مليجرامًا، ابدأ بنصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – ليلاً لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك اجعلها حبة كاملة، وعليك أن تستمر في العلاج حتى تذهب الأعراض، وهذا تقريبًا يحتاج إلى شهرٍ ونصف، ثم بعد ذلك – بعد زوال الأعراض – استمر على العلاج لفترة لا تقل عن ثلاثة أشهر، ويجب أن تتراوح من ثلاثة إلى ستة أشهر، حسب تجاوبك مع العلاج وذهاب الأعراض، وعندما تريد التوقف منه يجب أن توقفه بالتدرّج، بسحب ربع الجرعة كل أسبوع، حتى يتم التوقف منه تمامًا.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً