الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من أعراض نفسية وعضوية وتحاليلي سليمة.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عمري ٣٣ سنة، أعاني من عدة مشاكل: كل يوم عندما أقوم من النوم أكون متوترا وقلقا، ولا أشتهي الطعام، ولدي ضيق في التنفس أثناء النوم، وأشكو من كثرة التجشؤ، وفتورا في الرغبة الجنسية، وآلام في الصدر، كما تنتابني حالة وكأني سأموت، خاصة عندما أسمع أن أحدا توفي.

وقد أجريت كل الفحوصات، وكانت سليمة، ولم أكن أعاني سوى من غازات البطن، فما تشخيص حالتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نوعية الأعراض التي تحدثت عنها تدلُّ على وجود عدم الاستقرار النفسي، وربما شيء من القلق، والأعراض النفسوجسدية التي تحدثت عنها طبعًا هي دليل على التوتر الداخلي وافتقاد الطمأنينة.

أنا أعتقد أنك محتاج لأن تنظم حياتك، وأن تعيش نمط حياة إيجابي وفاعل ومفيد. أولاً: لابد أن تنظم نومك، تنظيم النوم شيء أساسي، تجنب النوم في أثناء النهار، وتجنب السهر، واعتمد على النوم الليلي المبكر، ويجب أن تستيقظ مبكرًا، وتؤدي صلاة الفجر في وقتها، صلاة الفجر فاتحة عظيمة جدًّا لحياة الإنسان وليقضي يومه في أمنٍ وأمانٍ وارتياح تام.

إذًا تنظيم الوقت بالكيفية التي تحدثنا عنها يُعتبر عاملاً ضروريًّا.

الأمر الثاني: أن تمارس الرياضة، فالرياضة مهمَّة جدًّا، فهي تزيل هذه التوترات الناتجة من ضيق التنفس، وموضوع الغازات والتجشؤ هذا كلُّه من القلق والتوتر الداخلي والطاقات النفسية السلبية، والرياضة تتميّز بأنها تساعد في التخلص تمامًا من الطاقات النفسية السلبية، وتبني لدى الإنسان إن شاء الله طاقات نفسية إيجابية، لذا فأنا أنصحك بأن تحرص على ممارسة الرياضة بانتظام بهدف العلاج.

النقطة الثالثة وهي: ضرورة البحث عن عمل، عدم وجود العمل مشكلة كبيرة، خاصة لمن هم في عمرك، وقيمة الإنسان الحقيقية هي في العمل، أنا أعرف أن الظروف قد لا تكون مواتية، وفرص العمل قد تكون نادرة وليست سهلة، لكن توكّل على الله وابحث، واقبل بأي عملٍ معقول، قضاء الوقت في أي عملٍ يعطيك الشعور بالقيمة الحقيقية، ويجعلك إن شاء الله تعالى في وضعٍ أفضل كثيرًا، كما أنه يُساعدك على إدارة الوقت بصورة إيجابية.

عليك بالعلاقات الاجتماعية الطيبة والراشدة، والتعرُّف على الصالحين من الشباب، والتعرُّف على الناس وأصحاب الوظائف والمهن يعطي فرصة لأن تجد عملاً مناسبًا لك، واحرص على العبادات وأدِّي الصلاة في المسجد مع الجماعة وتعرف على جماعة المسجد، أيضًا فيهم من يساعد على إيجاد العمل، واحرص على الصلوات في وقتها، وأن تكون بارًّا بوالديك، هذا كلُّه مهمٌّ جدًّا.

أخيرًا: ما دامت كل فحوصاتك سليمة هذا أمرٌ طيب، ويمكنك أن تتناول أحد مضادات القلق البسيطة، هنالك عقار يُسمَّى (دوجماتيل) واسمه العلمي (سلبرايد) يمكنك أن تتناوله، وأحسبُ أنه سيكون مفيدًا جدًّا لك.

تبدأ الجرعة بكبسولة في الصباح وكبسولة في المساء، وقوة الكبسولة خمسين مليجرامًا، تتناول هذه الجرعة لمدة شهرين، ثم اجعلها كبسولة واحدة يوميًا لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً