الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من وسواس قهري حتى في العبادات، ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من وسواس قهري منذ 17 عاماً في رمضان، كلما نظرت إلى الماء أثناء صيامي تأتيني خيالات أني أشرب وأظل أبكي وأرتعش في رمضان الماضي.

جاءني فكرة تقول لي: ماذا أفعل لكي أتخلص من الوساوس أفطر وماذا بعد ذلك؟ ثم جاءني يقين أني شربت لكن لكي أتأكد سألت نفسي ماذا كان إحساسي أثناء شرب الماء أثناء صيامي؟ هل كنت سعيدة أم لا؟

لا أتذكر إحساسي وقتها، فقلت هذا احتمال يكون وسواساً طالما لا أتذكر إحساسي أثناء شرب الماء، لكن أخشى أن يكون يقيناً، ماذا أفعل؟ هل شربت فعلاً أم لا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لديك استشارة سابقة حول موضوع الوساوس أثناء الصيام، قد أجاب عليك الدكتور عبد العزيز أحمد عمر بتاريخ 6/9/2018 على استشارتك التي رقمها (2378308).

أيتها الفاضلة الكريمة: الوسواس باطل، فكرًا كان أم فعلاً أو طقوسًا أو مخاوف أو شكوكًا، وما هو قائم على باطل فهو باطل، وأنت الآن تتحدثين عمَّا يمكن أن نسمّيه بالذكريات الوسواسية، وهذا أمرٌ يجب أن يتمّ تجاهله تمامًا، يجب أن تغلقي هذا الباب ولا تفتحي على نفسك مثل هذه الوساوس، ولا تُثيري ولا تجلبي لنفسك وسواس جديدة من خلال تذكّر محتويات الوساوس السابقة واللجوء إلى تحليلها.

كما أكدنا سابقًا نرجو أن تكوني حازمة جدًّا في تحقير الوسواس، ويجب الاسترسال فيه، وعدم نقاشه، وصرف الانتباه عنه، وتناول الأدوية المطلوبة بالجرعات الموصوفة، وأن تكون هنالك متابعة مع طبيبك بقدر المستطاع، هذه هي الآليات الممتازة والآليات الفاعلة لعلاج الوساوس القهرية.

لا أريدك أبدًا – أيتها الأخت الفاضلة – أن تجعلي الوسواس جزءًا من حياتك، والوسواس يمكن علاجه، بعض الناس يتطبّعون على الوساوس لدرجة أنهم يفتقدون الاستبصار، ويعيشون مع الوسواس، لا، لا أريدك أبدًا أن تكوني من هؤلاء، أغلقي الباب تمامًا أمام الوسواس.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً