الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من اكتئاب وعوارض مصاحبة له، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني منذ فترة طويلة من اكتئاب حاد وقلق غير مبرر وعصبية مفرطة رغم شخصيتي الهادئة، وكوابيس، وصعوبة في النوم أحيانا، وأسمع أشياء لا وجود لها وربما أتخيل أحداثا لم تحصل.

لا أستطيع التعامل مع الناس بشكل طبيعي، كما أن لدي رهابا منذ صغري.

إضافة لذلك فأنا أعاني من رجفة في يدي وقدمي، مما يعيق عملي؛ فأنا طبيبة أسنان، مما يسبب لي الخوف الزائد أثناء العمل.

دائماً ما تكون دقات قلبي متسارعة، وأعاني من نتف شعر رأسي وحاجبي ورموش عيني أحياناً، والبكاء والانعزال بدون سبب.

أنا حالياً آخذ اندرال لكن لا أشعر بتحسن، وفقدت الكثير من وزني مما سبب لي عدم الثقة.

أرجو المساعدة، فأنا لا أستطيع أن أعيش بشكل طبيعي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nour حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر لك ثقتك في إسلام ويب، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

أنا أعتقد أنه لديك أعراض قلقية وشيء من عسر المزاج، وهذا نُسمِّيه بالقلق الاكتئابي البسيط.

الأعراض النفسوجسدية مثل تسارع ضربات القلب ناتجة قطعًا من زيادة نشاط الجهاز العصبي اللاإرادي، لكن كنوع من التحوط أرجو القيام بالفحوصات الطبية الكاملة، والتأكد من مستوى إفراز الغدة الدرقية على وجه الخصوص. هذا مجرد تحوط طبي.

أيتها الفاضلة الكريمة: المبدأ العلاجي الأساسي هو الاستقرار الذهني، التأمُّل، التفكُّر الإيجابي، هذا مطلوب جدًّا. ولا تتركي الأفكار السلبية تتصيّدك، أنت الحمد لله تعالى أنجزت إنجازات كبيرة في الحياة، ولديك إيجابيات كثيرة في الحياة، ولديك نعم عظيمة في حياتك، فأرجو أن تتدبَّري كل هذا، لأن الفكر السلبي يُدخل الإنسان في مضايقات كثيرة جدًّا. الإنسان يمكن أن يُبدّل مشاعره من خلال التأمُّل والتدبُّر الإيجابي.

أنصحك أيضًا بممارسة تمارين استرخائية، هنالك عدة أنواع من التمارين الاسترخائية، تمارين التنفّس التدرّجي، تمارين شد العضلات وقبضها ثم استرخائها مع التأمُّل، ويمكن أن يُدربك أحد الأخصائيين النفسيين على هذه التمارين، أو يمكنك أن تستعيني باليوتيوب، توجد برامج كثيرة جدًّا توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء، كما أن إسلام ويب أعدت استشارة رقمها (2136015) أرجو الرجوع إليها والاستعانة بها وتطبيق ما ورد فيها، وإن شاء الله تجدين فيها فائدة كبيرة جدًّا.

أرجو أن تُحسني إدارة وقتك، تأخذي قسطًا كافيًا من الراحة، خصّصي وقتًا للعمل، وحاولي أن تكوني مُحبّة لعملك، وتُقدّمي الخير من خلاله للناس، من خلال إجادة العمل، والعبادات: الصلاة في وقتها على وجه الخصوص، الدعاء، الذكر، الورد القرآني اليومي، هذه أمور مهمّة من أجل تحسين الصحة النفسية.

تطلّعي نحو المستقبل بأمل ورجاء، هذا أيضًا من مقاومات الاكتئاب العظيمة جدًّا.

بالنسبة للعلاجات الدوائية: قطعًا الإندرال لوحده لا يفيدك، الإندرال ينتمي لمجموعة أدوية تُسمَّى بـ (كوابح/مثبطات البيتا) وهو ممتاز في أنه يُقلّل من نشاط الجهاز العصبي اللاإرادي، لكن طبعًا لا ينزع الخوف والتوتر.

تحتاجين لدواء آخر مع الإندرال، ومن أفضل الأدوية التي يمكن تفيدك عقار يُسمَّى تجاريًا (سبرالكس) واسمه العلمي (استالوبرام)، أنت تحتاجين له بجرعة صغيرة وليست كبيرة، الحبة تحتوي على عشرة مليجرام، وهنالك حبة تحتوي على عشرين مليجرامًا، الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام سوف تكون كافية جدًّا بالنسبة لك، تناولي نصف حبة – أي خمسة مليجرام – يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم اجعليها حبة واحدة يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها خمسة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

إن شاء الله الوزن سيتحسّن بالاستمرار في العلاج، وتطبيق التمارين الاسترخائية التي ذكرتها لك، والتأكد أنه ليس لديك نشاط زائد في الغدة الدرقية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً