الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمي تتدخل في كل شيء ولا أعرف كيف أتصرف!

السؤال

السلام عليكم.

أنا طالب في كلية طب الأسنان، ولد وحيد مع أختين، ووالدي متوفى، وأعاني من نزاعي الدائم مع أمي، حيث أنها تصر على رأيها في كل الخلافات بيننا، خاصة التي تخص حياتي الشخصية.

أستشير أصدقائي القريبين مني، ويؤكدون لي أني على صواب، والمشكلة أني لا أعرف كيف أتصرف مع أمي التي لا تشعر بي، ونفسيتي صارت سيئة.

أعاني من ارتفاع الحرارة في كل صباح، وأشعر أن جسمي لا يتحرك، علما أني لا أستطيع النوم، وشعرت أنها حالة مرضية، لكني عرفت أنها حالة نفسية، ولا أستطيع أن أخبر أمي وأخواتي لأنهن لا يصدقنني، فهل حالتي مرضية أم نفسية؟ وكيف أتصرف مع أمي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بعض الأمهات والآباء يعبرون عن حرصهم الزائد وقلقهم على أبنائهم من خلال معرفة كل كبيرة وصغيرة عن حياتهم اليومية، ويُصرون على أن رأيهم هو الصائب دائماً بحكم العمر والخبرة، وبعض الأبناء من يتقبل ذلك والبعض الآخر يعترض ويُحاول أن يستقل برأيه وخصوصياته، ولكن بكلتا الحالتين الوالدين لهما علينا كل الطاعة والاحترام والتقدير، قال تبارك وتعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً).

أخي العزيز: الأعراض التي تعاني منها نتيجة للضغط النفسي والتفكير المستمر بالموضوع الذي يؤدي إلى القلق والتوتر، وهي حالة نفسية تزول بزوال السبب وهو "الجدال والنقاش" المستمرين.

فيما يلي مجموعة من الإرشادات، التي ستساعدك -بمشيئة الله- على تخطي هذه الحالة، والتخفيف من الأعراض الصحيّة التي تعاني منها:

- فكر بتأنٍ قبل أن تتحدث مع والدتك، ولا تستعجل بالرد على كل ما تقوله والدتك بل كن هادئاً، واطرح على نفسك الأسئلة التالية: هل الموضوع يستحق أن أفصح عنه لأمي؟ (مثل الأحداث اليومية بتفاصيلها التي تمر بها في الجامعة) وإذا تكلمت هل هذا سيضيف أو سيقلل من أهمية الموضوع؟ هل أمي مُلمة بتفاصيل الموضوع الذي سأقوله لها؟ وبنفس الوقت عليك أن تفصح لأمك عن الموضوعات التي يجب أن تعرفها أي أم عن ابنها.

- أوقف الجدال مع والدتك بطريقة إيجابية، ولا تسترسل بالكلام، لأن ذلك يزيد الأمور تعقيداً بينكما، وتصبح الموضوعات أكثر تشعباً.

-لا تطرح موضوعات للنقاش مع والدتك وأنت تعلم رأيها مسبقاً، لأن في ذلك مضيعة للوقت، وزيادة في التشاحن بينكما.

- كن مستمعاً جيداً، لأن الكلام الزائد في مثل هذه الحالات يجعلك تختلق الأعذار والمبررات لكي ترد على والدتك بأي شيء لكي تتخلص من إصرارها على التدخل في شؤونك.

- كن مطيعاً لوالدتك، إلا في معصية الله، حرصًا على برها، وكسب رضاها، ففي رضا الوالدين رضا الله تعالى، والأم باب إلى الجنة.قال عز وجل: (وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) لقمان/ 14.

- احذر من أي تصرف سيء أو رد جارح تجاه والدتك لأن ذلك يوقعك في العقوق.

- لا تعطي الموضوعات حجما ووقتا أكثر مما تستحق من النقاش والجدال.

- لا تفصح لأصدقائك عن ما يدور من أحاديث بينك وبين والدتك، ولا تستشهد بهم ليقولوا لك أنك على صواب وأمك على خطأ، فالذي يدور بينكما يجب ألا يخرج عن إطار العائلة، فالبيوت أسرار.

- انشغل بأنشطة مفيدة خارج البيت، مثل ممارسة المطالعة أو التمارين الرياضية. ومرافقة الصحبة الحسنة من الشباب.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً