الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أكون خفيفة على قلب المتحدث؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يمكن أن تظهر المشكلة أنها صغيرة، لكنها تسبب لي مشاكل أكبر، يعتقد الجميع أنني أنظر إليهم بقرف أو تكبر أو أنني غاضبة، أو أنني لا أتقبلهم، بالرغم من أن كل هذا ليس بصحيح، عندما أشتري طلبات من المحل أجد البائع يسألني ما بي وما الذي يغضبني، وأتعرض من البعض أحيانا للتعامل بشكل سيء؛ لأنهم ظنوا أنني عاملتهم بشكل سيء وصرخت في وجههي معلمة مرة؛ لأنها اعتقدت أني أنظر إليها نظرة سيئة.

عندما أحاول الحفاظ علي ابتسامتي دائما تبدو الابتسامة متكلفة وثقيلة ومرتعشة، وأظهر أنني سمجة.

أتمنى أن تقدموا لي العلاج، وكيف أكون خفيفة على قلب المتحدث؟ لأنني أشعر من كل هذا أنني سمجة وثقيلة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شهد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت ما زلت في طور تكوين الشخصية في مرحلة المراهقة، وفي تلك المرحلة يوجد علاقة قوية بين وظيفة الهرمونات الجنسية والتفاعل العاطفي عند المراهقين، بمعنى أن المستويات الهرمونية المرتفعة خلال هذه المرحلة تؤدي إلى تفاعلات مزاجية كبيرة على شكل غضب وإثارة وحدة طبع عند الذكور، وغضب واكتئاب عند الإناث.

ابنتي العزيزة: إن التصرفات التي تصدر منكِ إزاء الآخرين هي للتصدي لأي انتقاد محتمل قد يوّجه لك منهم، فمثلاً، ربما تحاولين ألا تضحكي؛ لأنك تعتقدين إذا راك الناس تضحكين سيظنون أنك طفلة، أو ذات شخصية ضعيفة، فأنت تبحثين عن وسائل دفاعية تخفف عليك مشاعر القلق والتوتر وتحميك من اعتقادات الناس حولك، ولكن فعلياَ هذا الأمر غير صحيح، فالشخصية الجديّة والحديّة ليس بالضرورة أن تكون شخصية قوية ومحبوبة، وعلى العكس، فصاحب الشخصية المرحة التي يتصرف صاحبها بعفوية دون تصنع، وينظر للحياة بإيجابية، هي شخصية يحبها ويتقبلها معظم الناس ويرغبون التواصل معها.

فيما يلي مجموعة من الارشادات التي ستساعدك بمشيئة الله في التخفيف من حدة الطبع في شخصيتك:

- احرصي على أن تصدر سلوكياتك من قناعة داخلية لا أن تُسيرها الظروف الخارجية (الناس والأماكن والمواقف)، وبذلك ستكونين "أنتِ" كما يجب أن تكوني، فأنت حالياً قد تضحكين وتمرحين في البيت، أو مع إحدى صديقاتك، ولكن في أماكن أخرى ومع أشخاص آخرين لا تفعلين ذلك، وهذا خطأ، فلكي تتمتعي بنظرة إيجابية عن ذاتك عليك أن تكوني دائماً "أنتِ"، وهذا يجعلك أكثر تصالحاً مع نفسك ومع الآخرين.

- كوّني عن نفسك نظرة إيجابية، وذلك من خلال حصر جميع الصفات الإيجابية والسلبية في شخصيتك واكتبيها على شكل جدوّل من عمودين، وابدئي بالتخلص من الصفات السلبيّة، ولكن عندما تصممين على التخلص من صفة سلبية عليك استبدالها بصفة إيجابية جديدة، مثلاً، إذا بدأت بالتخلص من "الكشرة" في ملامح وجهك، ابدئي بالتدرب على ذلك في المواقف التي تتطلب منك الضحك، وبنفس الوقت أدخلي على الجدوّل ضمن عمود الإيجابيات صفة جديدة، ولتكن "النظر في عيون الآخرين عند الحديث نظرة طبيعية غير متصنعة، أو فيها تقليل من شأنهم، بهذه الطريقة ستتخلصين من معظم الصفات السلبية وتضيفين صفات إيجابية في شخصيتك وتصبحين أكثر قبولاً للآخرين.

- استخدمي عبارات السلام والترحيب والشكر عند دخولك لأماكن فيها أشخاص، أو محل معين، وعندما تستخدمين هذه العبارات يجب أن تكون ملامح وجهك تتوافق مع كلامك، فلا يصح أن نقول "شكراً" وكأننا مجبورون عليها، بل يجب أن يشعر الطرف الآخر أنك تشكرينه فعلاً.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً