الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من قلق وتغرب عن الذات.

السؤال

السلام عليكم.

منذ شهرين أصابني خوف شديد من الكورونا، وحدث تسارع في نبضات القلب، ولم أستطع أن أنام، ذهبت للمستشفى، وقمت بإجراء رسم للقلب، وتبين أنه سليم، وصرف لي دواء اندرال، لكن لم أستمر عليه طويلا، وكنت كلما جئت لأنام أستيقظ مفزوعا كأني أسقط من مكان عال، بعد ذلك تخلصت من الخوف، لكن بقي معي الأرق، فلا أستطيع النوم، وعندما أنام أشعر بأن عقلي مستيقظ، وأستيقظ كأني لم أنم، مما سبب لي حالة مزاجية سيئة، ويحدث لي شرود ذهني وكأني في حلم، فلا أستطيع أن أصدق ما يحدث لي، أو تصيبني حالة وكأني متجمد في مكاني، وكأن الدنيا توقفت.

والله يا دكتور كأني أحلم، وكل يوم أستيقظ من النوم لا أصدق ما أنا فيه من كثرة التفكير فيما حدث ويحدث لي وما سيحدث.

لم أعد أشعر بطعم الحياة، والله كأني دخلت في مستنقع ولا أعرف كيف أخرج منه!

مع العلم أني أمارس حياتي بشكل طبيعي، لكني داخليا مدمر، وكل يوم أستيقظ قلقا من النوم وخوف مما أنا فيه، وأخاف مواجهة أهلي فأنا مغترب، وقد حاولت بشتي الطرق أن أخرج مما أنا فيه ولكن كثرة التفكير ترهقني.

ألوم نفسي بشدة، وأقول لو كنت عملت تحليل الفيروس كنت انتهيت من هذا، لكن لا أعتقد أن هذا الموضوع الأساسي، فقد تخلصت من الخوف في 3 أسابيع، ومؤخرا لاحظت رعشة في اليد اليسري مع تسارع نبضات تأتيني عند النوم، وكأني خارج العالم، وكان شيئا سقط علي، وأظن أن حياتي انتهت، فهل مر عليكم مثل حالتي؟

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد الفاتح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم مرت علينا كثير مثل حالتك، والحمد لله معظمهم أو كلهم تعافوا وشفوا مما حصل معهم، الذي حصل معك هو أعراض قلق وتوتر نتيجة ظروف الكورونا والحجر الصحي، وقد نبهت منظمة الصحة العالمية في منشورات نشرتها إلى ازدياد حالات القلق بالذات والهلع مع جائحة الكورونا لعامة الناس، وضحت هذا وازدياد حالات القلق والتوتر هذا ما حصل معك.

ليس الموضوع له صلة بالفحص بالعكس، الفحص يمكن أن يزيد القلق والتوتر، عليك باتباع أشياء محددة الآن للتخلص من هذا القلق والتوتر، أهمه هو الرياضة، وبالذات رياضة المشي يومياً لمدة نصف ساعة تساعد في علاج القلق والتوتر؛ لأنها تؤدي إلى الاسترخاء.

ثانياً: اجعل لك روتين محدد في المنزل، إن كنت تعمل فهذا طيب بعد العمل عندما ترجع إلى البيت يكون عندك روتين معين لأشياء تفعلها من نظافة المنزل، أو تحضير الأكل أو حتى مشاهدة برامج تليفزيونية محددة، وإن كنت لا تعمل فهذا موضوع الروتين يكون أهم بأن تضع روتينا لكامل اليوم منذ أن تستيقظ ماذا تفعله في الوقت المعين من خلال كما ذكرت الاهتمام بشؤون المنزل، تحضير الأكل، أو حتى شراء الأشياء التي تحتاجها، وحتى مشاهدة البرامج التليفزيونية المحببة لك.

إذا فعلت كل هذه الأشياء، فأنا على ثقة من أن هذا القلق والتوتر سيزول، وترجع إلى حياتك الطبيعية، وإن استطعت أن تتحصل على دواء يسمى الايمتربتالين أو التريبتزول 25 مليجرام حبة ليلاً هو مضاد للاكتئاب والقلق ومهدئ، استعمله لمدة شهر فقط سوف يساعدك في النوم، وسوف يساعد في التخلص من كل هذه الأعراض التي تعاني منها..

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً