الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل السيروكسات يسبب الاكتئاب والتغرب عن الذات؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب عمري19 سنة، في عمر 16 سنة أصبت باكتئاب ورهاب شديدين، فقررت تجاوز المحنة بالعلاج السلوكي لجهلي بوجود الأدوية النفسية، وعانيت كثيرا لكني تغلبت على الرهاب، أما بالنسبة للاكتئاب فتعلمت أن أكتسب طاقتي منه ومن حزني، وكان كل شيء على ما يرام.

فعلمت بموضوع مضادات الاكتئاب بالصدفة، فظننت أنها ستجعلني سعيدا وتنمي شخصيتي، فبدأت في تناول السيروكسات 10 مج لمدة شهر، ثم 20 مج وكنت متحمسا للغاية، لكن النتيجة مخيبة، أصبحت كالرجل الآلي عديم الإحساس، لا أهتم بشيء ولا حتى دراستي، لا أستطيع الضحك مهما حاولت.

استمررت على هذه الحالة لمدة شهر، ثم أوقفت الدواء فجأة وليس بالتدريح، فبدأت أشعر برهاب اجتماعي واكتئاب جعلني لا أرغب في شيء، رغم ان هذا الشعور لم يراودني في حياتي، وبدأت أشعر بالتغرب عن الذات، حيث أن كل صفاتي التي نميتها من ذكاء وطلاقة لسان وعلاقاتي الاجتماعية ذهبت، ولم أعد ذلك الشخص المتحدث الضحوك، بل أصبحت شخصا صامتا، وتفاصيل كثيرة، لست أنا نفسي، لا أعرف ما هي حالتي، ضائع جدا، وأكره السيروكسات.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

استشارتك مهمة جداً، وتلقي الضوء على كثير من المشاكل النفسية التي يتعرض لها الناس، وكيفية التعامل معها، الأخ الكريم: ليس كل اكتئاب يعالج بالأدوية، وليس كل رهاب يعالج بالأدوية، ثانياً: الأدوية النفسية دائماً يجب أن تتم تحت إشراف الأطباء، الطبيب النفسي هو الذي درس هذه الأدوية جرعتها، كيفية بداية العلاج، وكيفية التوقف عنها، ومتى تعطى ومتى لا تعطى، ولا يجب أن يأخذها الشخص بنفسه مهما كانت الظروف، وأنا أستشف من الاستشارة التي كتبتها أنك بدأت العلاج بنفسك، ولم يصفه لك طبيب.

ولذلك أثر عليك لأنك قد لا تحتاجه في المقام الأول، الشيء الآخر: مضادات الاكتئاب لا تجلب السعادة، بل هي تعالج الاكتئاب إن وجد، فإذا كان الشخص مصابا باكتئاب مرضي -وهذا يعرفه الطبيب النفسي- فيعطى مضادات الاكتئاب لعلاج الاكتئاب، ولكن إذا كان الشخص حزينا لأحداث حياتية مر بها أو قد يكون الحزن سمة من سمات الشخصية، فهناك أشخاص دائمو الحزن، هنا مضادات الاكتئاب لا تفيد، والعلاج يكون نفسياً، وأنت نفسك قد استفدت كما ذكرت من العلاج النفسي العلاج السلوكي الذي مارسته، والعلاج السلوكي المعرفي هناك علاج سلوكي معرفي محدد للرهاب الاجتماعي، وهناك علاج سلوكي محدد للاكتئاب، فلكل مشكلة نفسية علاج سلوكي يناسبها، وليس هناك علاج سلوكي عام يناسب كل المشاكل النفسية، أو كل الاضطرابات النفسية.

أرى أن ترجع مرة أخرى للعلاج النفسي -يا أخي الكريم-، الحمد لله أنك الآن أوقفت الزيروكسات، ويجب أن لا تتوقف حياتك عند استعمال الزيروكسات وما سببه لك، يجب أن تنظر إلى الأمام، انظر إلى المستقبل، ارجع مرة أخرى إلى العلاج النفسي، وأنا متأكد بأن كل ما تحس به وتمر به سوف يزول مع العلاجات النفسية.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً