الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أجاهد نفسي على ترك الشمة ولا أستطيع، ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب أتعاطى الشمة (الصعوط) مع أخي، وصرت مدمناً على الشمة، كل مرة أتركها أجد نفسي أتناول مما عند أخي وأرجع أتعاطى.

كيف أتخلص من تناول الشمة؟ مع أني تركت شرب الخمر والسجائر والحشيش، وصعب علي ترك الشمة، فكيف أترك الشمة ولا أرجع إليها؟ مع أني لا أستطيع قطع العلاقة مع أخي؟

هل صحيح أن استخدام القسط أو العود الهندي في مكان الشمة يساعد على ترك الشمة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

للإجابة على سؤالك حول كيفية التخلص من استعمال الشمّة المنتشرة في بعض الدول العربية، وفي باكستان بصفة خاصة؛ فيجب علينا معرفة أولاً ما هي الشمّة أو السعوط، وما هو مكوناته؟!

الشمة أو كما يسمى في السودان (السعوط) ويسمى (النشوق، البرنوطي) في سوريا والعراق و(التنفيحة أو الكالة) في المغرب والجزائر، والنَّفَّة في تونس، وهي من أوراق التبغ، تسخن وتجفف، وتُضاف إليها مواد كالـ (عطرون) ليسهل امتصاصها من الفم، حيث توضع غالبًا خلف الشفة، يعني بين الأسنان والشفة، وتترك لفترة معينة في هذا الموضع من الفم، وهنا يتم امتصاصها وتذهب إلى أنحاء الجسم المختلفة.

لماذا يُدمن الشخص عليها؟ لأنها مثلها مثل التبغ الذي يُستعمل في السجائر، تحتوي على مادة النيكوتين، ومادة النيكوتين هي المادة التي تُسبب الإدمان - أخي الكريم - ويستمر الشخص في تناولها، ويجد صعوبة في التخلص من الشمّة لإدمانه لمادة النيكوتين، بالرغم من الأضرار الجسيمة التي تتسبب فيها استعمالات الشمّة لفترة طويلة، ومنها سرطان اللثة ومشاكل الأسنان المختلفة.

إذًا للتخلص منها يجب معالجة إدمان النيكوتين - أخي الكريم - ولعلاج النيكوتين هناك الآن بدائل النيكوتين التي تُستعمل حين التوقف من التدخين أو من الشمّة لفترة من الوقت، حتى يتم تعويض النيكوتين ثم سحبه بالتدريج، ولعلَّ من أهم بدائل النيكوتين المستعملة هي: اللاصقة التي تُوضع على الجلد، وهذه تُستعمل لمدة ثلاثة أشهر، أو العلكة (لبان) التي فيها النيكوتين، أو بخاخ النيكوتين.

إذا لم توجد هذه الأشياء أو لا تستطيع الحصول عليها فهناك طريقة أخرى التي توقف بها الشمة: أول شيء حدد يومًا محددا للتوقف عنها، وتخلص ممَّا معك منها، وستكون هناك أعراض انسحابية لعدة أيام، وبعد ذلك تختفي هذه الأعراض.

لا تقطع علاقتك مع أخيك، ولكن أخبره بكل حسم أنك تركت الشمّة، وحاول أن تضمّه إليك في التوقف عن استعمال الشمّة نفسها، ممَّا لا شك فيه أنه يكون مُلمًّا ببعض مشاكل الشمّة، وأخبره أنت بأضرارها، وقد يحتاج لتشجيع منك للتوقف معك عن تناول هذه المادة، وهذا يكون أفضل.

أمَّا استخدام أي أشياء أخرى - كما ذكرت - مثل العود الهندي: ليس لها سند علمي، ولكنها قد تُساعد من ناحية نفسية فقط.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات