الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نوبات الهلع والخوف من الإصابة بالجلطات والموت

السؤال

السلام عليكم.
الاسم: سالم يوسف
العمر: 25 سنة
المهنة: طالب جامعة

المشكلة: خوف مرضي مستمر، نوبات هلع، وسواس الموت، قلق مستمر من الجلطات القلبية والدماغية، والبكاء بدون سبب، آلام متفرقة في الجسم ذات منشأ فسيولوجي، اضطرابات وصعوبة في النوم، نسيان وتشتت وعدم انتباه، قلق شديد قبل النوم من أني سوف أنام ولن أستيقظ.

القلق ووسواس الجلطات ونوبات الهلع معي ٢٤ ساعة، حيث إني أخاف خوفا شديدا في كل الأوقات ولم أعد أستمتع بحياتي أبدا، لم تعد تمر علي دقيقة بدون خوف وقلق من الموت فجأة ومن السقوط أمام الناس، ومن الجلطة القلبيه والدماغية، والوقت كله أقضيه بعد النبض لقلبي، وأقضيه بين طوارئ المستشفيات، أخاف أن أنام ولا أستيقظ، وكل هذه الأعراض أعاني منها منذ سنوات عديدة، وأتوقع منذ ٥ سنوات، ولكن هذه السنة أحس أن الأعراض زادت عندي بدرجة كبيرة، يبدو أنني أعاني أقوى حالات القلق والخوف الشديد، لا أستطيع التوقف عن فكرة الموت أبدا ولا أستطيع أن أبقى في مكان لوحدي كثيرا، وتزيد كل الأعراض عندي في غرفتي في الليل عندما ينام الجميع وأبقى مستيقظا للصباح.

الخوف والقلق من الموت والجلطة مستمر معي طوال الوقت، ونوبات الهلع تأتيني كل يوم أو يومين، وتعبت جدا ولا أستطيع أن أنجو بنفسي من أفكاري.

أريد منكم كتابة برنامج دوائي وعلاجي لي، أحس أني أفقد عقلي، وأنا لا أملك دينارا واحدا من أجل مراجعة طبيب نفسي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سالم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هوّن عليك -أخي الكريم- أنت الآن تعاني من اضطراب الهلع، واضطراب الهلع طبعًا هو حدوث نوبات هلع متكررة مع أعراض قلق وتوتر بين النوبات، وخوف من حدوث النوبة مرة أخرى، وطبعًا حدوث نوبة أخرى والخوف من الموت فيها، لأنه دائمًا نوبة الهلع تتضمّن خوفًا شديدًا، يخاف الشخص من أن يموت، وهذا ما تعاني منه -أخي الكريم- وعلاجه متيسر، وهو علاج دوائي وعلاج نفسي.

نبدأ بالعلاج النفسي أولاً، لأن العلاج النفسي هي أشياء يمكن أن تعملها أنت بنفسك، تؤدي إلى الاسترخاء، وإذا تم الاسترخاء فسوف يزول القلق، ومن أهم الأشياء التي يمكن أن تعملها أنت للاسترخاء هي ممارسة الرياضة، وبالذات رياضة المشي لمدة نصف ساعة يوميًا، ويجب أن تكون مستمرًّا فيها.

ثانيًا: يمكنك أن تتعلم الاسترخاء إمَّا عن طريق الاسترخاء العضلي، بشد مجموعة من عضلات الجسم لفترة، ثم قم باسترخائها. وهذا بالتالي يؤدي إلى الاسترخاء العضلي والاسترخاء النفسي أو الاسترخاء عن طريق التنفس، وذلك بأخذ نفس عميق وإخراجه خمس مرات، ويجب تكرار هذا التمرين عدة مرات في اليوم.

ثالثًا: هناك العلاج السلوكي المعرفي، وهذا يجب أن يكون بالتواصل مع معالج نفسي، متخصص في هذا الجانب، ومن خلال جلسات متكررة، والآن يمكنك التواصل عن طريق الإنترنت مع مواقع معينة للعلاج السلوكي المعرفي، يعطونك إرشادات معينة وتجاوب عليها كل مرة، ويقوم بإرشادك حتى تتمرس في هذا العلاج السلوكي المعرفي بنفسك.

أمَّا العلاج الدوائي فأفضل دواء لك هو السبرالكس أو الزيلاكس، والزيلاكس متوفر طبعًا بكثرة في الأردن، وتصنعه شركة (جيسي). الزيلاكس أو السبرالكس، ابدأ بخمسة مليجرام لمدة أسبوع بعد الإفطار، ثم بعد ذلك ترفع إلى عشرة مليجرام، وبعد شهر ونصف إذا لم تزول هذه الأعراض ارفع جرعة العشرة مليجرام إلى 15 مليجراما، ثم إلى 20 مليجراما، و استمر عليها حتى بعد زوال الأعراض لفترة لا تقل عن ستة أشهر، وفي حالتك أفضل أن تستمر في العلاج لمدة تسعة أشهر أو سنة، لأن الأعراض كانت عندك منذ فترة، والأفضل أن تستمر فيها لمدة سنة، وبعد ذلك أوقف العلاج بالتدرج، بسحب ربع الجرعة كل أسبوع حتى تتوقف تمامًا من العلاج.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً