الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل هناك حرج من طلب النصيحة من غير المحارم؟

السؤال

السلام عليكم.

والدي رجل عصبي، وغالبا ما يرفع صوته علي، حتى إذا لم أخطئ، وذلك يجعلني أكره حياتي كثيرا، وأشعر بالظلم والضيق معظم الوقت، وأعلم أن الوضع سيستمر هكذا حتى أتزوج في المستقبل، ولكني لا أعلم ماذا أفعل الآن، فقد فقدت شغفي وحبي لمعظم الأشياء، أتمنى أن تدلوني على بعض الأدعية والأذكار التي تثبت قلبي.

أنا أعلم أن الاختلاط لغير ضرورة حرام، ومشكلتي أني حين أشعر بالضيق لا أجد من أشكو له، وأريد من يبحث معي عن حلول، وأعرف موقعا لذلك، ولكن معظم المصريين هناك من الشباب وقلة من البنات، ولاحظت أن الشباب أكثر حكمة، ولديهم حلول بالفعل، ولكني أجاهد وأمنع نفسي من طلب نصيحتهم، ولكن أحيانا أضعف وأطلب النصيحة، ثم أتوب، فهل أعتبر منافقة؟ وهل مسموح لي بطلب النصيحة إذا كان الكلام لا يغضب الله؟

شكرا جزيلا لكم، وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Somebodyelse حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على بر الوالد، وأن يهديك إلى أحسن الأخلاق والأعمال فإنه لا يهدي إلى أحسنها إلا هو.

سعدنا بخوفك من الدخول في المواقع المختلطة، وهذا الأمر فعلاً فيه خطورة والشيطان له مداخل فاجتنبي مثل هذه المواقع، والحمد لله عرفت الطريق إلى موقعك وإلى هذا الموقع الذي يمكن أن يفيدك، فارفعي مشاكلك إلى المختصين، إلى الموقع واستجدي -بإذن الله تبارك وتعالى- التعاون من آباءك المستشارين ومن أمهاتك المستشارات، فكل من في هذا الموقع جندوا أنفسهم لخدمة الأبناء والبنات والإخوان والأخوات.

أما بالنسبة لما يحدث من الوالد، فأرجو أن تتحملي ما يحصل منه، واعلمي أن رفع الصوت نحن لا نحبذه، لكن قطعاً هو يريد مصلحتكم وقد يكون تعود هذا الامر، وليس معنى هذا أن فعله صحيح، ولكن إذا لم نصبر على الوالد فعلى من يكون الصبر، وإذا لم نحتمل الوالد فممن يكون الاحتمال، ولذلك أرجو أن تدركي أن صبرك على الوالد براً تؤجرين عليه، وهذا من أكبر ما يخفف عليك ما تجدين، فلا تعطي الأمور أكبر من حجمها، والعاقلة مثلك تعرف الأمور التي تغضب الوالد، متى يكون راضيا وتجتهد في إرضائه وتتقرب إلى الله تبارك وتعالى ببره، وإذا شعرت بالضيق فعليك أن تلجئي أولاً لذكر الله تبارك وتعالى، ثم اللجوء إلى الله بالدعاء والسجود، فقد قال لنبيه (ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون)، ما التوجيه يارب؟ (فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين، واعبد ربك حتى يأتيك اليقين).

وإذا احتجت إلى صديقة فابحثي عن الصالحات وليس من الضروري أن تقدمي لها مثل هذه الشكاوى، فالناس يسكتون على مثل هذه الأمور، وهي كما قلنا إذا كان رفع الصوت من الوالد أو الوالدة، فالإنسان عليه أن يتسلح بالصبر ثم يتفادى الأمور التي تغضب الوالد أو تجعله يرفع صوته، أكرر دعوتنا لك للابتعاد عن المواقع التي فيها شباب، فالفتاة ينبغي أن تبحث عن صديقات وفي الصديقات ينبغي أن تختار الصالحات، بل من الصالحات ينبغي أن تنتخب الداعيات المصلحات.

نسأل الله أن يحفظك وأن يعينك على الخير، ولا تطلبي النصيحة من رجل واطلبي النصيحة كما قلنا من موقعك ومن الصالحات، واقتربي من والديك واعلمي أنهما أحرص الناس على مصلحتك وصيانتك، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والهداية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً