الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يمكنني أن أتخلص من كل مخاوفي غير الصحيحة؟

السؤال

مرحباً، لقد استخدمت البريد الإلكتروني لصديقتي؛ لأنه حصلت مشكلة في بريدي الإلكتروني.

مشكلتي في بعض الأحيان تأتيني مخاوف حول الأرق، يعني إن أصابني أرق لليلة واحد تأتيني وساوس بأن هذا الأرق سيستمر أكثر وأنني إن لم أعرف النوم لليلة واحدة فإنه يجب أن لا أنام في الليلة التي بعدها، وكأنني أخاف جدا من أن يتحول هذا الأرق لأرق مزمن يلازمني طوال حياتي.

وأخاف كثيرا من أضرار الأرق، أي حينما لا أنام لليلة أقوم بالبحث عن أضرار الأرق فأرى أنه يسبب اكتئابا ومشاكل نفسية مثل القلق وعدم التركيز، فحينما أقرأ الأضرار أصاب بالرعب ويستمر الأرق لدي أكثر، وبما أنني مقبلة على الدراسة فإن من أضرار الأرق تراجع الذاكرة وصعوبة التعلم، فكلما أقرأ هذه الأضرار أصاب بالذعر ويتفاقم الخوف لدي، ويحصل معي أحيانا شيء لا أستطيع تفسيره، حينما تأتيني مخاوف حول النوم في تلك الليلة أنام، ولكن بنفس الوقت أشعر أنني أكون مستيقظة وواعية بما يحدث حولي، ولكن الوقت يمر بسرعة وكأنني نائمة، فما تفسير هذا الأمر؟

والأمر الأهم، كيف يمكن التخلص من هذه المخاوف؟ رغم أنني أعلم أن هذه المخاوف غير صحيحة ولا يهمني إن عانيت من الأرق، وأنني بنفسي لا أخاف الأرق ليوم واحد، ولكن هذه الوساوس ترغمني على الخوف، يعني أحيانا لا يكون لدي أي مشاكل بالنوم بتاتا، ولكن حين اقتراب شيء مماثل اقتراب المدرسة تأتيني أفكار وتخبرني ماذا لو لم تستطيعي النوم مثلما حدث قبل، وأصبح أخاف من أنني قد أصاب بالأرق في هذه الوقت ويأتي الأرق.

فهل هذه مخاوف عادية وقناعات خاطئة لدي أو وساوس قهرية؟ وكيف يمكن التعامل معها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذه أعراض قلق ورهاب، مخاوف من عدم النوم أو مخاوف من الأرق -يا أختي الكريمة-، وموضوع النوم دائماً عندما يخاف الإنسان من الأرق أو عدم النوم، هذا بالتالي يؤدي إلى عدم النوم، وعدم النوم يؤدي إلى المزيد من الخوف وهكذا يدور الشخص في حلقة مفرغة كما يقولون.

وعلاجه بسيط -يا أختي الكريمة- هو أولاً: محاولة عدم التفكير قبل النوم، وهذا يتأتى بأن ينشغل الشخص بأشياء أخرى قبل أن ينام، مثل مشاهدة برنامج مسلي في التليفزيون، أو في الراديو أو مثلاً قراءة أشياء طيبة، قراءة القرآن، الأذكار كل شخص يفعل الأشياء التي تؤدي إلى أن يشعر بالاسترخاء وعدم التفكير، وعندما يأتي النعاس يذهب الشخص مباشرة للفراش بعد أن يطفئ الأنوار، ويكون جو الغرفة معتدلاً ليس حاراً، وليس بارداً، وعندما لا ينام الإنسان، ويتقلب في الفراش يجب أن لا يظل في الفراش، ينهض مرة أخرى ويقوم بفعل نفس الأشياء التي ذكرتها.

ثانياً: هناك أشياء يجب على الشخص تجنبها؛ لأنها تؤدي إلى الأرق وعدم النوم، وهي مثلاً شرب المنبهات كالشاي والقهوة ليلاً، فهي تؤدي إلى التنبيه وعدم النوم، وعدم أكل وجبات دسمة ليلاً، وعدم أداء رياضة شديدة بالليل أيضاً.

ثالثاً: -يا أختي الكريمة- تجنب نوم النهار بقدر المستطاع؛ لأن النوم في النهار يؤدي إلى الأرق ليلاً ولا يكون مفيدا للجسم، كل هذه الأشياء إذا لم تؤدي إلى نتيجة فأنا أوصي بأخذ مثلاً حبوب الميرتازبين 15 مليجراما فهي مهدئة وتؤدي إلى النوم لمدة شهر على الأقل، عند هذا يحدث نوع من الاطمئنان؛ لأن الشخص أصبح ينام بانتظام بالحبوب وبعد ذلك يمكنه تركها ولا تسبب إدمانا.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً