الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تمت خطبتي لشخص رائع لكنني لم أستطع نسيان الأول؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة في 26 من عمري، كنت قد تعرفت على شاب منذ سنة تقريبا، وقد أحببته كثيرا لكثرة حديثنا وتقربنا رغم أنه لم يعدني أبدا بالزواج، ولم يقل بأنه يحبني، وفي خلال شهر رمضان المنصرم ندمت كثيرا على علاقتي به، وابتعدت عنه وبكيت، واستغفرت الله ودعوته أن يتجاوز عني، وأن يجمعني به إن كان لي فيه خير، وأن يبعده عني ويعوضني عنه بخير منه إن كان العكس.

وفعلا فبعد رمضان مباشرة أخبرني أنه غير مستعد للزواج، ولم نعد نتحدث.

وبعدها بشهر تقريبا تقدم لخطبتي شاب من العائلة متخلق ومتدين، ويحبني كثيرا، وقد كان ينتظر منذ أربع سنوات أن يكون مستعدا للزواج ليتقدم لي، فاستخرت الله، وتوكلت عليه، ووافقت كما لم يجد اعتراض من العائلة بأكملها لشدة ما علموا منه من طيبة وأخلاق واحترام، لكنني أحيانا أحس أنه يحبني كثيرا، ولا أستطيع مجاراته ومبادلته المشاعر رغم أنني تعودت عليه، لكن لا زلت لم أقتنع كليا به شكلا، كما أنني لا زلت أحيانا أتذكر الشاب الذي كنت أحبه، ولم أستطع بعد أن أنساه، فهل أكون بهذا أظلم خطيبي، وكيف أستطيع أن أتخلص من ترددي وأحافظ عليه وأبادله الحب؟

شكر الله لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خديجة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كل التحايا لك عروسنا الجميلة.

كلنا نحلم ونتمنى ونريد تحقيق الحلم، وتأتي الأيام لتفرق ما بين حبيب وحبيب، ولكنا بالنهاية علينا أن نرضى بما كتب الله لنا من خير، وربما نعترض أحيانًا على ما يحصل لنا ونبقى نفكر فيما مضى من مشاعر وحب لشخص كنا نتمنى أن يكون من نصيبنا.

فأنت يا بنيتي ما زلت تفكرين بذلك الشاب الذي لم يشأ الله إتمام النصيب بينكما، وأنت الآن على ذمة شاب آخر، وما زلت تقارنين بينه وبين خطيبك، تمعني في هذه الآية: الكريمة: "وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة"، وأيضًا قال تعالى: "إنا كل شيء خلقناه بقدر"، فالزواج قسمة ونصيب، والله يختار لنا الأفضل، ولا سعادة للنفس إلا إذا أحسنت الظن بربها.

فنصيحتي لك بنيتي: أن تغلقي باب العلاقة السابقة، ولا تسمحي لوسوسة الشيطان أن تجعلك تعيشين بقلق وغم وهم، وتحرمين نفسك نعمة الاستقرار والهناء مع خطيبك، فأنت ما زلت في أجمل أيام عمرك، ولديك طاقة كبيرة من المشاعر، فلا تهدريها في تدمير مستقبلك، بل وجهيها إلى خطيبك، وركزي على مميزاته وإيجابياته.

وإليك أميرتي هذه النصائح من قلب مُحب:

- أنا أرى أنه يحترم الفتاة ويقدرها، لذلك هو يتعامل معك برقة وأدب ويسعى إلى المحافظة عليك والاستحواذ على قلبك بطريقة لبقة.

- ثقي أن خطيبك قادر على حمايتك وقت الضرورة، فالرجل مصدر الأمان، والله أعطاه مسؤولية النفقة وتأمين السكن، لأنه على قدر من هذا..

- وإذا كنت تريدين أن تتوقفي عن مقارنته مع الشاب الذي كنت تعرفينه؛ فما عليك إلا أن تقلبي الأدوار وتتخيلي أنه هو يقارنك بفتاة أخرى، فهل ترضين بذلك؟ وكيف سيكون موقفك ومشاعرك؟

أنصحك أن تبتعدي كليًا عن ذلك الشاب، فهذه معصية تغضب الله جل وعلا، وواجب عليك أن تحترمي الرجل الذي عقد قرانك عليه؛ لأنك مؤتمنة على الحفاظ على كرامته، ولا يجوز لك أن تفكري برجل آخر، فهذا يعتبر نوعًا من أنواع الخيانة التي لا تجوز، الاستهانة بها لا بنظرة أو كلمة أو حتى بتفكير، ثم احذري أنك قد تخسرين عطاء الله بمعصيتك له.

- عليك أن تقرئي بعض الكتب التي تتحدث عن الفروقات الفكرية بين المرأة والرجل، وأيضًا ثقفي نفسك بكل المواضيع التي تُعنى بالحياة الزوجية من حقوق وواجبات بين الزوجين، وكيفية المحافظة على علاقة غير روتينية.

كوني قوية وواثقة بالله عز وجل، وأكثري من الدعاء، واسأليه أن يثبتك ويبعد عنك إغواء الشيطان، وأن يؤلف بين قلبك وقلب خطيبك على الطاعة والإيمان وعمل الخير، والله سميع مجيب دعوة الداع إذا دعاه.

أتمنى لك السعادة والحب والمودة يا خديجة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً