الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لماذا أخاف من المقابلات الاجتماعية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

عندما أخرج مع أصدقائي لرحلة، أو أقابل شخصا مهما، أو أسافر إلى مكان، أو أريد عمل شيء أكون قلقا، ويصاحب ذلك ألم في المعدة وغثيان وتقيؤ بسبب التوتر من الأمر الذي سأفعله، فما الحل؟

أرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سمير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

الله تعالى خلقنا في أحسن تقويم، كما أن هذا الجسد له آليات وميكامزميات وتركيبات عجيبة ودقيقة ومتناسقة جدًّا، تفاعل الجسم والنفس حسب الموقف، فعند المواجهة لابد للإنسان أن يتحفّز، لابد للجسم أن يحمي نفسه.

مثلاً: إذا واجه الإنسان أسدًا إمَّا أن يُقاتله أو أن يهرب منه، وفي تلك الحالتين لابد للجسد من استعداد، تأتي الإشارات الدماغية، يحدث القلق - وهذا نسميه قلق الأداء، قلق المواجهة - وبعد ذلك ينشط جزء عصبي يُسمَّى بالجهاز السبمثاوي - أو يسمَّى بالجهاز العصبي اللاإرادي - وهذا يُحفّز القلب، يُؤدي إلى إفراز في مادة الأدرينالين ليتضاعف عمل القلب، ليضخّ الدم بكميات كبيرة، لأن الدم محمَّلٌ بالأكسجين، والعضلات حتى تنشط وتقوى تحتاج للأكسجين.

هذه العملية العملية الفسيولوجية الطبيعية، لكن في بعض الناس تكون هذه العملية مبالغ فيها، تزيدُ أكثر من اللزوم، والإنسان يكون لديه شيء من الهواجس، والوسوسة، وتخوف من المواقف، لذا تزداد العملية الفسيولوجية النفسية عند المواجهات بالنسبة لبعض الناس، ويظهر هذا في شكل أعراض جسدية، مثل تسارع ضربات القلب، مثل الشعور بالغثيان، مثل الشعور بالآلام في الجسم، خاصة الرأس، أو الضيق في الصدر، أو التوتر، وهذا الذي يحدث لك. إذًا هذه عملية فسيولوجية طبيعية جدًّا جدًّا.

ما هو العلاج؟ العلاج: أن تفهم أنها عملية طبيعية، لكن في حالتك هنالك زيادة أو مبالغة قليلة في هذا التفاعل.
ثانيًا: المواجهة، أن تُكثر من هذه المواجهات ومن هذه المقابلات، لأن المواجهات تؤدي إلى التعود، وأن تعلّم نفسك أن تتكلم بنبرة صوتٍ جيدة، وأن تكون تعابير وجهك ممتازة، وتذكّر ((تبسُّمك في وجه أخيك صدقة))، وأن تكون حركات جسدك - خاصة اليدين - حركاتٍ جيدة وتناسب الموقف.

بهذه الكيفية إن شاء الله تعالى تتعود على هذه المواقف وتواجهها وتكون على أفضل ما يكون.

وهنالك علاجات أخرى ضرورية: وجدنا أن صلاة الجماعة في المسجد من أفضل السبل التي تُؤدي إلى التعريض مع منع الاستجابة السلبية، وهذا هو المسمّى العلمي لهذه العملية التي حدَّثتُك عنها، لأن المسجد مكان الأمان والطمأنينة، وتلتقي بالمصلين. حتى لو بدأت في الصفوف الخلفية؛ تقدَّم في الصفوف تدريجيًا إلى أن تصل للصف الأول، إلى أن تكون خلف الإمام، لأن هذا قمة التعريض.

أيضًا تمارين أخرى مهمّة جدًّا، وهي التمارين الرياضية، التي يجب أن تمارسها، الرياضة الجماعية ممتازة. اجلس في الصف الأول دائمًا في المدرسة، وهذا يكفي تمامًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً