الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الوسواس القهري وأحس بالعجز، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا أعاني من خمول وكسل وآلام عند الاستيقاظ من النوم، وأبقى مستيقظا حوالي ساعتين تقريبا لكي أنهض من فراشي.

وأعاني من وسواس قهري، وأتعاطى حاليا سيتاليو20 مجم، وقبل ذلك ديبريبان، لا أستطيع العمل ولا الاستيقاظ مبكرا، وأحيانا أحس أن اخي وأولاده لا يحبوني، أو أي شخص لمجرد أنه لم يسلم علي، أو لم يتعامل معي في حياتي اليومية، إحساسي دائما أني غير قادر على العمل بمفردي، وترك زوجتي تعمل بمفردها، حيث أن ذلك يسبب لي مشاكل نفسية وإحساس بالعجز دائما.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جميل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

ذكرتَ أنك تعاني من وسواس قهري، وأنه لديك خمول وكسل عند الاستيقاظ من النوم، وأنت حقيقة لم توضح لنا طبيعة هذا الوسواس، وبالنسبة للدواء: هل كتبه لك طبيب؟ هل تمّ تأكيد التشخيص؟ هذه كلها أشياء مهمة وضرورية.

عمومًا مقابلة الطبيب النفسي قطعًا سوف تكون مفيدة بالنسبة لك، وكذلك المتابعة معه، وإن لم يكن ذلك ممكنًا أقول لك: قابل طبيبًا عموميًا أو طبيب الأسرة أو طبيب باطني ليُجري لك الفحوصات الطبية اللازمة، هذا الكسل وهذا الخمول ربما يكون سببه الإجهاد النفسي أو الاكتئاب النفسي البسيط، لكن أيضًا قد يكون سببه سببًا عضويًّا، مثلاً: فقر الدم وضعف الدم ونقص فيتامين (د)، نقص فيتامين (ب12)، عجز الغدة الدرقية ... هذه كلها قد تؤدي إلى التكاسل، والشعور بالإجهاد الشديد، وافتقاد الدافعية.

فأرجو أن تتأكد من صحتك الجسدية، والفحوصات التي ذكرتها لك كلها فحوصات سهلة وبسيطة جدًّا، وإن اتضح أن كل شيء سليم فأعتقد بعد ذلك أنك تحتاج لأشياء مُعيّنة:

أولاً: تجعل حياتك فاعلة، وذلك من خلال ممارسة الرياضة، الرياضة يجب أن تكون جزءًا أكيدًا في حياتك، والرياضة تُجدد الطاقات، وتُحسّن المزاج، وتُحسّن الدافعية، ونحن نعتبرها الآن وسيلة لتقوية النفوس قبل تقوية الأجسام. هذا علاج رئيسي يجب حقيقة أن تعطيه اهتمامًا.

والأمر الآخر: يجب أن تتجنب النوم النهاري تمامًا، وتثبت وقت النوم الليلي ويكون مبكّرًا، يكون النوم مبكًرًا، يتم ترميم كامل لخلايا الدماغ، يحدث نشاطًا داخليًا، ونشاطًا عصبيًّا، ويستيقظ الإنسان لصلاة الفجر، وبعد ذلك يمكن أن يبدأ يومه.

إذًا هذه هي الترتيبات في نمط الحياة مهمة: تجنب النوم في وقت النار، الحرص على النوم الليلي المبكّر، ممارسة الرياضة، عدم تناول الميقظات والمشروبات التي تحتوي على الكافيين في فترة المساء - يعني الشاي، القهوة، البيبسي، الكوكاكولا - هذه كلها تحتوي على مادة الكافيين، وهي مادة مُيقظة جدًّا، فالابتعاد عن هذه المكوّنات المثيرة بعد الساعة السادسة سيكون أمرًا جيدًا ومفيدًا جدًا.

وعلى النظام الاجتماعي: يجب أن تتواصل اجتماعيًا، أن تزور أرحامك، لا تتخلف عن واجب اجتماعي، ترفّه عن نفسك بما هو طيب وجميل، تُصلي مع الجماعة في المسجد، تقرأ الكتب الجميلة، تُشاهد البرامج الممتازة، تخرج مع أصدقائك، تجلس مع أسرتك. فيا أخي: هذه هي الحياة، تغيير نمط الحياة يُغيّر الناس تمامًا، وهذه هي الوسيلة العلاجية.

أمَّا بالنسبة للوسواس - إذا كان بالفعل وسواس قهري -:
فيجب ألَّا تُعطيه اهتمامًا، وأن تحقّره، وأن تتجاهله، وعقار (سيتاليو) أعتقد أنه الـ (استالوبرام) وهو الـ (سبرالكس)، بالرغم من أنه دواء جيد لكن عقار (فلوكستين/البروزاك) سيكون الأفضل بالنسبة لك، لأنه يُعالج الوسواس بصورة ممتازة، ويُعالج أيضًا الاكتئاب، ويُحسِّن الدافعية النفسية والجسدية، يعني: قد يعطيك طاقات أكثر. لكن لا تنتقل للبروزاك دون أن تستشير طبيبك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً