الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دخلت في حالة نفسية لشدة خوفي من الله.

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب كنت أرتكب المعاصي من سماع الأغاني والنظر للمحرمات ومضيعة الوقت، والله ابتلاني ثم أعادني إلى طريق الصواب، وبدأت بحفظ القرآن والالتزام بالصلوات والنوافل وقيام الليل، ولكن إلى الآن أعاني من حالة نفسية شديدة وهي الخوف الشديد من الله، وحياتي لم تكن كما كانت قبل التوبة، وأعاني من وساوس الشيطان، وأتذكر النبي أيوب وكيف أنه كان يستحي من الله، وأقول: الحمد لله، وتفكيري دائما وطوال اليوم حول هل الله راض عني؟ وهل يحبني؟ فلا معنى لحياتي إذا لم يكن الله راضيا عني.

أنا في امتحانات نهائية تحدد تخصصي المستقبلي، ولا أخاف من الامتحان؛ فأنا مجتهد، فقط أفكر في الله، وأن يرضى عني، ويرزقني الجنة، فأرجو التوجيه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخي الكريم-، وأسأل الله يتقبل منك توبتك وصالح الأعمال، وما ذكرت عن نفسك يمكن الجواب عنه عبر الآتي:

- بداية أبشر -أخي الكريم- فأنت على خير الآن لأنك عرفت طريق الهداية، وتبت إلى الله وأصلحت من حالك بكونك تصلي وتسعى في حفظ القرآن، وغير ذلك، واعلم أن الله الذي وفقك للتوبة والهداية وهذه علامة على أنه سبحانه أراد بك خيرا، وأن الله يحبك لأنه وفقك لطاعته، فاستمر فيما أنت فيه من الخير.

- وأما ما طرأ من نفسك من قلق واضطراب بسبب الذنوب السابقة، وبعد التوبة، فهذا شيء طبيعي لكنه أمر سيزول عنك -بإذن الله تعالى- إذا أكثرت من ذكر الله، وأكثرت من الاستغفار، مع الإكثار من الدعاء، وإذا جاءك مثل هذا القلق وأراد صدك عن العمل الصالح، فأعرض عنه ولا تلتفت إليه، لأنه من مداخل الشيطان حتى يصدك عن طريق الهداية والصلاح، واعلم يقينا أن ذنوبك السابقة التي تبت منها توبة نصوحة وكنت صادقا في ذلك، بأنها قد محيت عنك، لأن "التوبة تهدم ما كان قبلها كما ثبت في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه مسلم.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً