الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنا أرملة لدي أولاد وخطبني رجل، كيف أعمل؟

السؤال

أنا أرملة منذ 5 سنوات، وعندي ولد 10 سنوات وبنت 7 سنوات، تقدم لي شاب بعمري على خلق، وأهله أناس محترمون جداً، وموافقون على زواجنا، وأمي رغم رفضها لفكرة الزواج لأجل الأولاد لكنها وافقت، لأن الناس حقيقة محترمون جداً.

المشكلة أني لا أعرف أن أبلغ أولادي بأي طريقة! وهل الأفضل أن أتكلم مع ابني الأول ولا يتعرف عليهم من غير ما يعرف الأول، ولما يحبهم أقول له؟

أريد من متخصص يعرفني كيف أبتدئ معهم، وما هي الطريقة الأفضل؟ وكيف أجعلهم يتقبلون الفكرة؟ أنا لا أريد أولادي يتأثرون، لأنهم أهم شيء في حياتي، وفي نفس الوقت أنا محتاجة لزوج يتقي الله فيّ وفي الأولاد.

هل الأفضل أن أطلب مساعدة من شخص متخصص مثلاً، أم ماذا؟ ولو الأولاد نفسيتهم تعبت كيف أتصرف؟ كيف أسير بشكل صحيح؟ نسأل ربنا ييسر أمورنا والموضوع يكمل على خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ saraelakkad حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً ومرحباً بك.

بداية: الزواج حق لك، وهو شيء مباح لا حرمة فيه، ولا عيب، وكانت نساء الصحابة والسلف الصالح تتزوج بمجرد انقضاء عدتها من زوجها المتوفي، بشرط أن يقع الاختيار على من يستحق أن تكمل المرأة معه بقية حياتها ويكون محافظاً عليها وعلى أبنائها، بحيث يتقي الله فيها وفي أبنائها، وأن يكون مستعداً للتعامل معهم بإحسان.

المرأة مهما فعلت وشغلت نفسها تظل بداخلها الحاجة للاستقرار النفسي والعاطفي والجسدي مع زوج يحميها ويقدرها، وسعادة المرأة تكتمل بوجودها في كنف زوج من كرام الرجال، كما أن وجود الدين والأخلاق هو الأصل والأساس.

أنت والحمدلله تقدم لك رجل خلوق كما ذكرت؛ ومما لا ريب في أنّ هناك اختلافاً في تقبل الأبناء زواج الأم، وذلك حسب اختلاف أعمارهم، فكلما كان الأبناء في عمر صغير كانت لديهم القدرة على التكيف والقبول أكثر من المراهقين.

لم تخبرينا عن السكن بعد الزواج! هل ستبقين في بيتك؟ أم ستنتقلين إلى بيت الزوج؟

أما من ناحية تقديم فكرة الزواج إلى أولادك أنصحك بفتح الموضوع، واجعلي البداية مع ابنك، فهذا الأمر سيكون سهل التقبل بالنسبة إليه إنّ شاء الله تعالى، وهنا نحاول أن نقنعه بدخول شخص إلى حياتكما، وأنك لن تنفصلي عنه وعن أخته بعد الزواج، ولكن يجب أن تراعي الطريقة التي تتحدثين بها إليه ويمكن لك الاعتماد على النصائح التالية:

- عليك أن لا تعتمدي على شخص آخر لنقل الفكرة إلى ابنك، بل يجب أن تتقربي منه وتحدثيه عن رغبتك في الزواج من أجل أن تجدي سندا لك في هذه الحياة وأنك لن تتخلي عنه بل بالعكس سيبقى هو وأخته معك دائما.

- حاولي عند التحدث إليه تغيير أي فكرة سلبية يمكن أن يتبناها عن زواجك وتوقعي أن يوجه إليك الكثير من الأسئلة والاستفسارات.

- يجب أن تكوني قريبة منه فهو بمرحلة حساسة جدا ويتطلب الأمر منك المساندة والتعرف على ميوله ورغباته ومحاولة إشباعها، وستجدين نتائج إيجابية بإذن الله.

- إذا قام ابنك برفض الفكرة الخاصة بالزواج عليك أن تدعمي فكرة الزواج بأمور إيجابية كون أنك لم تستطيعي العيش لوحدك وهذه سنة الحياة.

- من الممكن جدا أن يربط ابنك فكرة زواجك بفقدانك وعدم التفكير فيه، بل يجب أن تظهري له في البداية أن رأيه في هذا الأمر يهمك وعلى أساسه ستتخذين القرار النهائي فإدراجه في القرار يؤدي إلى تفهمك وتقبل الزواج.

- لتجنب التعرض لمشاكل نفسية أو عاطفية أنصحك بتسجيل ابنك في الأنشطة الجماعية الهادفة مثل النشاط الكشفي أو بعض الأنشطة الرياضية الجماعية أو الأنشطة الهادفة إلى تنمية الشخصية لدى الطفل، مع الحرص دائما على حسن اختيار القائم على التدريب.

يمكنك التحدث إلى ابنتك وإخبارها بالطريقة نفسها، وأظن أن الأمر سيكون سهلاً بإذن الله تعالى، وكل ما عليك هو أن تحرص على إزالة المخاوف عن أبنائك وأكدي لهم استمرارك في الاهتمام بهم. فيجب أن تطمئن إلى أنه لن يشعروا بأي تغييراتٍ على صعيد المحبة والاهتمام، ذلك لأن مكانتهم ستبقى هي نفسها في قلبك. كما وعليك أن تكتشف الأمور التي تحزنهم وأن تساعديهم في التعامل مع الوضع الجديد.

إعطاء الوقت الكافي لدراسة هذا الموضوع والتحدث مع أبنائك، والله ولي التوفيق.

أخيراً: أقول لك غاليتي أن قرار الزواج هو قرار مصيري نلجأ إلى الاستخارة بعد الاستشارة، وبعد السؤال عنه والتأكد من مناسبته لك دينيًا وأخلاقيًا، وتبين لك أنَّ إيجابياته أكثر من سلبياته فعليك بالاستخارة، فإن كان فيه خير لك سييسره الله لك، وإن لم يكن فيه خير لك فسيصرفه الله عنك ويبدلك خيرًا منه.

أسأل الله أن يرزقك الزوج الصالح الذي تقرّ عينك به، وتقرين عينه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً