الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من اضطرابات عقلية، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم.

ما هي أنواع الاضطرابات العقلية؟ علما أني مررت بصدمة نفسية حادة، شعرت حينها أن عقلي انقسم لنصفين، لم أعاني من هلاوس بصرية أو سمعية أو ضلالات، وكنت أشك أن الجن يتبعني، وكان بي مس، وأثناء سماعي للرقية الشرعية لمدة شهر أصبت بنوبة اكتئاب.

كانت لي أنشطة كثيرة، مثل ألعاب الكمبيوتر والموسيقى، وكنت أمارسها يومي الإجازة الجمعة والسبت، فتخليت عنها؛ لأن الراقي طلب مني التوقف عن الموسيقى مدة الرقية الشرعية، فضغطت على نفسي ضغطا شديدا، فكنت أيام العطلة أشعر بنوبات اكتئاب وقلق شديد في المنزل، ولم يخطر على بالي فكرة الذهاب لطبيب نفسي، حتى وصل الاكتئاب مرحلة شديدة.

أثناء عملي ومع ضغط العمل شعرت أن دماغي انقسم لنصفين وتبلدت مشاعري وأحاسيسي، لم أكن أشعر بأي حزن أو فرح، وشعرت أن جوفي خال من الأحشاء، ذهبت للطبيب، وصرف لي البريكسال ١٠ملج -والحمدلله- الأمور صارت جيدة، ثم انتكست حالتي ولم تتحسن.

أعاني من شبه فقدان العقل، وضعف الإدراك، وفقدان الاتصال بالواقع، وضعف شديد في الذاكرة، وأستخدم العلاجات ولكن من دون فائدة، أصبحت لا أستجيب للعلاج، فما هي تشخيص حالتي؟ وهل هنالك علاج الانهدونيا؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الاضطرابات العقلية الرئيسية هي اضطرابات الذهان، ويُعنى بها مرض الفصام، والضلالات الفكرية، والاضطراب الوجداني ثنائي القطبية المصاحب بأعراض ذهانية، سواء كانت نوبة هوس أو نوبة اكتئاب.

هذه هي أنواع الاضطرابات العقلية الرئيسية -أخي الكريم-، وكل الأعراض التي ذكرتها ليس فيها أي نوع من أنواع الذهان أو الاضطرابات العقلية، كّل ما تعاني منه هو قلق وتوتر واكتئاب، وليس هناك أي أعراض ذهانية أو اضطرابات عقلية.

دواء الـ (انهدونيا) هو علاج للاكتئاب. والـ (بريكسال) هو مضاد للذهان في المقام الأول، ولكنّه قد يفيد عند مرضى الاكتئاب، ولكنه ليس مضادًا للاكتئاب، ولذلك أرى أن تشخيص حالتك هي اكتئاب مع أعراض قلق وتوتر، ولذلك يُستحسن أن تأخذ دواء من أدوية الاكتئاب التي تُعالج القلق أيضًا من فصيلة الـ SSRIS مثل الـ (سبرالكس) مثلاً، أو الـ (باروكستين).

السبرالكس جرعته عشرة مليجرامات، ابدأ بنصف حبة - أي خمسة مليجرامات - بعد الإفطار لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وانتظر لفترة ثلاثة أسابيع إلى شهر حتى تبدأ هذه الأعراض في الزوال، وبعد ذلك استمر فيه لفترة ستة أشهر، ثم قم بالتوقف عنه بالتدرُّج، بسحب ربع الجرعة كل أسبوع.

أمَّا الباروكستين جرعته عشرين مليجرامًا، ابدأ بنصف حبة أيضًا - أي عشرة مليجرامات - ليلاً لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وأيضًا يحتاج إلى ثلاثة أسابيع أو شهر، حتى يبدأ في العمل وتبدأ الأعراض في الزوال، ثم استمر عليه أيضًا لفترة ستة أشهر، ثم قم بسحب الدواء والتوقف عنه بالتدرّج بسحب ربع الجرعة كل أسبوع، حتى يتم التوقف منه تمامًا.

لك أن تختار أحد الدوائين وتبدأ في تناوله.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً