الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فقدت طعم الحياة، فكيف أتخلص من هذا الشعور؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب وطالب جامعي بتخصص القانون، ومتفوق بدراستي ومعدلي الجامعي عال، وبجامعة متميزة.

مررت في حياتي بتجارب عديدة، تركت الدراسة بثالث ثانوي لكي أعمل بسبب الأحوال المادية للأسرة، ودخلت في تجارة ونجحت فيها لمدة 3 أعوام، وأكملت دراستي بعد أن تحسنت أحوالي المادية، والتحقت بالجامعة.

ولكني حاليا خسرت تجارتي، ولكن حالتي المادية أفضل بكثير جدا مما كنت عليه قبل دخول التجارة، أشعر بالإحباط والفشل وفقدان الهدف في الحياة، والدي مريض بالباركنسون، أحمل همه، وأشعر بأن الحياة أكبر وأصعب من قدرتي على تحمل مشاقها، لدي شعور بالعجز وفقدان طعم كل الحياة، أحاول أن أكمل دراستي الجامعية رغم أني لم أعد أهتم في أي شي بالحياة، وفقدت شهية الطعام.

أفكر كثيرا بمرض والدي، والبحث عن مصدر رزق، أفكر بالمستقبل لدرجة أني أصبت بالقلق والأرق، وصرت أتناول السيروكسات الذي ساعدني أن تعود لدي الدافعية للرياضة، وأزال عني الأرق، وصرت أنام جيدا، لكن لا زال لدي ذلك الشعور بفقدان الهدف في الحياة، وأتمنى لو لم أخلق، وأشعر بأنني لا أرغب بالحياة، كيف أخرج من هذا الشعور؟ ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عامر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي العزيز: ما أنت فيه، خير ونعمة من الله، وضعك المادي جيد، تدرس بالجامعة، والدك مريض وأنت ترعاه، وهذا بر به ستجزى بالخير الكثير مقابل ذلك -بمشيئة الله-.

أما أن الحياة صعبة وشاقة، أقول لك انظر إلى نعم الله عليك قبل أن تنظر إلى المشقة والتعب، فما تراه متعباً وشاقاً، هو نمط حياة يومي عند الكثيرين في هذا العالم، ومع ذلك يُكملون يومهم بكل ثبات وعزيمة، لأنهم يوقنون أن أي ضعف سوف يفقدهم توازنهم، ولن يتمكنوا من العيش، لذا يحاولون أن يكونوا أقوياء مُتَحدون لظروفهم والحياة ومصاعبها.

وفيما يلي مجموعة من الإرشادات التي ستساعدك على تخطي ما تمر به -بمشيئة الله-.
- لا تفكر كثيراً بمرض والدك فأنت لن تقوم إلا بما هو عليك، أما ما يتعلق بالمرض فهو شأن طبي، لذا عليك أن تتعايش مع الوضع الحالي، وأن يصبح نمط حياة.

- لا أحد فينا يعلم ماذا سيحدث في المستقبل، ولكننا نجتهد بالدنيا للوصول إلى حياة هانئة ومريحة، يقول الله تعالى: ( قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) النمل/65، وقال سبحانه: ( وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ) الأنعام/59

- فكر بطريقة إيجابية عقلانية، فمن الخطأ القلق من شيء ربما يحدث وأنت لا تعلم ما هو ذلك الشيء، ولكنه قلق عام، هذا التفكير بحد ذاته تدميري، لأنك تخاف وتقلق دون أن تتدخل للتخلص من هذه المشاعر، لأنها مشاعر غير مبررة أو ليس لها ما يبررها، ولا تنتمي لأحداث محددة، بل مشاعر عائمة لا تتعلق بموقف محدد.

- إذا بقيت لا تفكر خارج نطاق السلبية سوف تتوقع دائما حدوث الأسوأ في حياتك ويصبح الشي الإيجابي هو الاستثاء وليس الشيء السلبي، وهذا خطأ، بل عليك أن تعوّد نفسك أن تكون إيجابياً من خلال التعامل والتفكير الإيجابي المتفائل.

- ضع أهدافاً قابلة للتحقيق، واعمل على تحقيقها، ولكن يجب أن يرتبط هذا الهدف بوقت محدد لإنجازه.

- تحدث عن مشاكلك لصديق أو أخ أو أخت، فهذا سيخفف عنك بشكل ملحوظ حجم الضغوط النفسية التي تشعر بها.

- استمر بممارسة الرياضة التي تحبها لمدة نصف ساعة يومياً على الأقل مثل السباحة أو المشي، فذلك سيقلل من مستوى التوتر والضغط لديك ويجعلك أكثر هدوءاً وارتياحاً وأقل قلقاً.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً