الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما تحليل الشعور بالوخز في الجسم؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من ضيق التنفس وتعب بحيث لا أستطيع تأدية عملي منذ شهرين، وأشعر بخدر في الأطراف، راجعت مجموعة من الأطباء، وعملت تحاليل كاملة، وكانت النتيجة سليمة، وتبين أنها حالة نفسية وقلق.

استمرت الحالة لمدة شهر، وبعدها شعرت بوخز في جسمي، نصحوني بعمل الرقية الشرعية، فلربما أني مسحور أو معيون أو ممسوس، فذهبت إلى رقاة، وصفوا لي علاجا من الأعشاب والرقية، وقمت بالمطلوب، علما أني أصلي وأذكر الله وأقرأ القرآن، وأرقي نفسي، وحالتي تحسنت قليلا، لكني ما زلت أعاني من ضيق التنفس والتعب.

الآن رجع الشعور بالوخز والتعب، وتعبت نفسيا من هذا الموضع، وأصبت بالقلق والتوتر، فما العمل؟ أرجو الإجابة.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صالح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كثيرًا ما يتجسّد القلق النفسي في شكل أعراض عضوية، كالخدر، كالشعور بالكتمة، والضيقة في الصدر، وحتى الشعور بضيق التنفس، والشعور بالوخز أو بالإبر أيضًا من الأعراض التي يشتكي منها الذين يُعانون من القلق وكذلك أعراض القولون العصبي وأعراض الآلام خلف الظهر، والصداع العصبي: هذه كلها قد تحدث، وفي بعض الأحيان تكون هذه الأعراض ناشئة بدون أي سبب، وفي بعض الأحيان يكون السبب بسيط جدًّا، حتى إن الإنسان قد لا يستذكره أو لا يعطيه أهمية.

عمومًا الأطباء أكدوا لك أن جسدك سليم، وهذا أمرٌ مُشجّع جدًّا، و-ما شاء الله- أنت في رعيان الشباب، قوتك الجسدية والنفسية والمعنوية يجب أن تكون في قمتها.

أنا أعتقد أول ما تقوم به هو أن تتجاهل هذه الأعراض، أعرفُ أن ذلك ليس بالسهل، لكن يمكنك أن تتجاهلها من خلال صرف انتباهك عنها، وهذا يتم من خلال أن تشغل نفسك بما هو مفيد، تجتهد في عملك، تستمتع بعملك، تتواصل اجتماعيًا، لا تتخلف عن الواجبات الاجتماعية أبدًا، صِلة الرحم، الحياة الأسرية الطيبة، العبادات، تلاوة القرآن، الذكر، الصلاة في وقتها، القراءة، الإطلاع، الترفيه عن النفس بما هو طيب وجميل، هذه كلها تصرف انتباه الإنسان عن الأعراض النفسوجسدية.

وفي ذات الوقت أريدك أن تُركز على الرياضة، الرياضة – أخي الكريم – علاج مهمٌّ جدًّا في حالتك هذه، الرياضة تقوّي النفوس، وتحفّز النفوس، وتحوّل القلق من قلق سلبي إلى قلق إيجابي، أي نوع من الرياضة - رياضة المشي، رياضة الجري، السباحة، كرة القدم - فأرجو أن تعطيها أهمية قصوى في حياتك.

أضف إلى ذلك أني سوف أصف لك أدوية بسيطة جدًّا، الدواء الأول يُسمَّى (دوجماتيل Dogmatil) واسمه العلمي (سولبيريد Sulpiride)، دواء ممتاز جدًّا للأعراض النفسوجسدية، وللقلق، تبدأ في تناوله بجرعة كبسولة صباحًا وكبسولة مساءً، قوة الكبسولة خمسين مليجرامًا. وتستمر على هذه الجرعة لمدة شهرٍ، ثم تجعلها كبسولة واحدة صباحًا لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناوله، دواء سليم وطيب بهذه الجرعة.

وهنالك أيضًا دواء يُسمّى (نيوروبيون Neurobion) هو عبارة عن مكوّن من فيتامين (ب1، ب6، ب12)، أيضًا وُجد أنه يُفيد خاصة في حالات الوخز والإبر والآلام الجسدية، فيمكنك أن تتناوله أيضًا بجرعة حبة واحدة في اليوم لمدة شهرين.

هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً