الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد علاجا نهائيا للوسواس القهري، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بداية: أحب أن أشكر موقع إسلام ويب على ما يقوم به، وأخص بالشكر الدكتور/ محمد عبد العليم، جزاه الله عنا خيراً.

السؤال: عانيت منذ فترة من وسواس النظر إلى العوارات، وأخذت دواء بروزاك لمدة عام ونصف، وفي آخر شهرين من العلاج أخذت مع البروزاك رزبريادون، وبعد تحسن الأعراض بنسبة 95% بدأت التوقف عن العلاج تدريجياً إلى أن توقفت عنه تماماً منذ ثلاث سنوات، وتعايشت مع ما تبقى من الوسواس البسيط إلى أن عادت لي الأعراض بشكلٍ أقوى من ذي قبل، فعدت إلى تناول الفلوزاك 20 منذ 10 شهور، من كبسولة واحدة إلى زيادة الجرعة تدريجياً حتى ثلاث كبسولات يومياً 60 ملج حتى تحسنت حالتي ولكن ليست بنسبة كبيرة. أريد علاجا مدعما قويا وفعالا للفلوزاك غير الرزبريادون؛ لأنه سبب لي زيادة في الوزن، وكثرة النوم في المرة السابقة، وماذا أفعل حتى أتخلص من هذا الوسواس نهائياً بمشيئة الله تعالى؟

وجزاكم الله عنا وعن الجميع خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

لا بد أن تجاهد نفسك مجاهدة قوية في طرد هذه الوساوس وتحقيرها، ويجب أن تُوقف الوسواس في بداياته، عندما يكون مجرد بداية فكرة، لا تدعه أبدًا يتطور ويُصبح فكرة كاملة وتبدأ في تحليلها ومحاولة التخلص منها، إنما تُغلق عليه من اللحظة الأولى، تحقّره، حتى تخاطبه قائلاً: (أنت وسواس حقير، اذهب عني) وهكذا.

ويمكن أن تلجأ أيضًا للعلاجات التنفيرية: أن تربط الوسواس بشيء مؤلم للنفس، مثلاً: تجلس أمام طاولة خشبية وتضرب يدك على هذه الطاولة بقوة وشدة، حتى تحس بألم شديد، وفي ذات الوقت تفكّر في هذا الوسواس أو تستجلبه دون أن تُحلِّله، وتُكرر هذا التمرين عدة مرات، عشرة إلى عشرين مرة، صباحًا ومساءً، هذا يُضعف الوسواس كثيرًا، لأن النفس لا تقبل لما هو مؤلم، وإيقاع الألم وجعل ذلك في نفس لحظة التفكير في الوسواس يُضعف الوسواس. هذه أحد الحيل العلاجية الممتازة، وتُسمَّى بالتنفير النفسي.

أمَّا بالنسبة للعلاج الدوائي فالبروزاك عقار فاعل جدًّا، ومفيد، وإن شاء الله سوف يفيدك، أنا أودُّ أن أقترح عليك شيئًا آخرا هذه المرة: خفض البروزاك واجعله أربعين مليجرامًا صباحًا – أي كبسولتين – ثم ابدأ في تناول عقار آخر يُعرف تجاريًا باسم (فافرين) ويُسمَّى علميًا (فلوفكسمين)، ابدأ بخمسين مليجرامًا ليلاً لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها مائة مليجرام ليلاً، ويجب أن تستمر على هذه الجرعة العلاجية لمدة عامٍ على الأقل.

أيضًا تُدعم الفلوفكسمين بعقار (إرببرازول) والذي يُعرف تجاريًا باسم (إبليفاي) بجرعة خمسة مليجرام ليلاً، هذا بديل ممتاز للرزبريادون، ولا يزيد الوزن، ويُعرف أن الفافرين والبروزاك أيضًا لا يزيدان الوزن.

هذه هي الخطة العلاجية بالنسبة لك، وقطعًا مراجعتك للطبيب فيها تدعيم كبير جدًّا.

يجب أن تتخلص من الفراغ، الفراغ مضر ومُهلك ويجعل الإنسان يوسوس، ويجعل الإنسان يُقلِّل من شأن نفسه؛ لأنه لا يؤدي شيئًا حقيقة، قال صلى الله عليه وسلم: ((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ))، فيا أخي الكريم: يجب أن نسترشد بهذا الحديث النبوي العظيم، وهذا في حد ذاته يُعتبر علاجًا، ويجب أن نأخذ به.

ممارسة الرياضة، والتواصل الاجتماعي، دائمًا نحن نوصي بها، لأنها حقيقة ذات قيمة علاجية كبيرة جدًّا. يجب أن تطور نفسك في مجال عملك، لأن التطوير المهني أيضًا يقوي النفس ويُضعف الشوائب السلبية مثل الوساوس.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً