الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي يعاني من وساوس عن الأمراض النفسية وغير النفسية!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لكم التوفيق والسداد.

استشارتي بخصوص أخي البالغ من العمر ٢٥ عاما، والذي لديه وساوس عن الأمراض النفسية وغير النفسية كذلك.

دائما يسألنا عن الأمراض يقول لنا هل لدي ديسك، ويأتي مرة أخرى يقول عندي زهايمر وصرع، وعنده شكوك وغيرها من الأمراض، وأيضا يظن بأننا نخفي المرض عنه لكي يعرفه بنفسه ويتقبله، وكذلك لا يقتنع حتى وإن حاولت أقنعه ذهبنا إلى الأطباء النفسيين فاختلفوا بما فيه من مرض نفسي، فالأول قال إن لديه ذهانا بسبب تعاطي المخدرات، فقام بصرف له بروزاك، وعلاج ثان، لا اعرف اسمه، ولكن لم يتحسن، ثم ذهب إلى بلد آخر من أجل العمل، فذهب وحده إلى طبيب نفسي آخر: فقال له: لديك توهم بالأمراض، وتحتاج إلى علاج، لكنه لديه شك، فذهب إلى دكتور آخر عند مستشفى الأمل فقال له لديك هوس اكتئابي، وتحتاج علاج مثبتات المزاج، وهو لديه اكتئاب وسريع الغضب ولم يصب بهوس إلا عند تعاطي المخدرات، يتعاطى الكابتاجون نصف حبة لكي يزيد النشاط، وعندما نقول له اترك المخدرات، لا ينفع ويذكر المرض ويقول لي: احتاج عملية، هل لدي ديسك؟ هل لدي ورم بالدماغ؟ فيقول كلاما كثيرا عن الأمراض.

علما بأن عنده التهاب بعنق الرقبة ضاغطة على الأعصاب، وقال تحتاج أشعة رنين فما تشخيصكم؟ وما هو علاجكم؟ جزاكم الله خيرا.

ولديه مخاوف من أن يطرد من الوظيفة؛ لأنه مقر العمل طلبوا منه تقريرا طبيا عن حالته الصحية والنفسية، ووظيفته عسكري بقطاع حساس، هل يطرد إذا كان لديه مرض نفسي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله تعالى لهذا الأخ العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي: قطعًا ما دام هذا الأخ يتناول الكابتجون، فهنالك خلل كبير في كيمياء الدماغ، الكابتجون يؤدي إلى إفراز في مادة الدوبامين، وهذه المادة قد تؤدي إلى اختلالات كبيرة في المزاج، في التركيز، مشاكل النوم، الظنانات، الشكوك، التوهمات، الوساوس، المخاوف المرضية ... فيا أخي: هذا الأخ - دون أي مبالغة – عُرضة لكل هذه الأشياء النفسية، والسبب واضح جدًّا، وأيضًا ربما تكون شخصيته قد لعبت دورًا في ذلك.

فيا أخي الكريم: نحن في حالة هذا الأخ – حفظه الله – لا بد أن يُزال السبب، وهو التوقف التام من تناول المخدر الكابتجون. أعرفُ أن الأمر قد يكون ليس بالسهل، لكنّه ليس بالمستحيل أبدًا، خاصّة أن الجرعة التي يتناولها من الكابتجون ليست كبيرة، إن كان قد صارحكم بذلك؛ لأن الاستعمال السّري أيضًا وارد في عالم المخدرات.

هذا الأخ يحتاج بجانب ذلك إلى أن يذهب إلى طبيب الأسرة مرة كل شهرٍ من أجل الاطمئنان على صحته، هو الآن لديه وسوسة ومخاوف مرضية وربما شكوك وظنان، وكما تفضلت هذا الأخ شُخِّص من عدد من أطباء تشخيصات مختلفة، وهذا وارد جدًّا في حالته؛ لأن التعاطي في حدِّ ذاته يُغيّرُ من الصورة الإكلينيكية، ويُغيّر الشخصية، ويُعطي أعراضًا كثيرة جدًّا.

فإذًا بجانب التوقف عن تناول الكابتجون دعوه ينتظم مع طبيب الأسرة ليقوم بفحوصات عامَّة شهريًا أو مرة كل شهرين، هذا يُطمئنه كثيرًا.

وأيضًا هذا الأخ محتاج قطعًا لأدوية نفسية، عقار (سوليان Solian) والذي يُسمَّى علميًا (أميسولبرايد Amisulpiride) دواء مثالي جدًّا في حالته، وقد يُساعده كثيرًا، يُضاف إليه عقار (زيروكسات Seroxat CR) ويعرف علميًا باسم (باروكستين Paroxetine) بجرعة( 12,5 مليجراما) يوميًا، أمَّا السوليان فيبدأ بجرعة خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً، وبعد أسبوعين تُرفع إلى مائة مليجرام صباحًا ومساءً، وقطعًا المتابعة مع الطبيب مهمة.

الأدوية التي طرحتُها عليك هي مجرد مقترحات من وجهة نظري أرى أنها مناسبة له، لكن أيضًا توجد أدوية أخرى كثيرة، وعليه – أخي الكريم – أن يُتابع هذا الأخ المتابعة الدقيقة مع الطبيب.

أمَّا بخصوص العمل فقطعًا التعاطي لا يتناسب مع وظيفته، هذا أمرٌ واضح، والحذر والابتعاد عن التعاطي مطلوب وأكيد في حالته.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً