الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرى وجوهاً أينما كنت، فكيف أتخلص من هذا الشعور؟

السؤال

السلام عليكم.

أينما كنت متواجدة، أرى وجوهاً مرسومة على الأرض أو على الحائط والجدران، ومنهم وجوه أعرفها وأخرى لا، وإن حاولت أن أُريها لغيري فلا يراها أحدٌ سواي، هذا الأمر يلازمني منذ فترة طويلة جداً وحاولت التخلص منه ولم أتخلص.

والآن أرى وجه الشاب الذي تقدم لخطبتي من والدي ولكن والده هو من رفضني، وكأن صورة وجهه منحوتة نحتاً على الحائط، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أم أوس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هنالك ظواهر غريبة قد يمرُّ بها الإنسان، وهذه أحد هذه الظواهر.

تجربتك هذه نُسمِّيها بالهلاوس البصرية الكاذبة، أو ما يشبه الهلاوس البصرية، وتحدث حين يكون الإنسان لديه قابلية للتأثير الإيحائي: الإنسان حين يكون في وضع عاطفي شديد – أو أن شخصيته أصلاً تتميّز بالحساسية وجوانب القلق – ففي هذه الحالة قد تحدث مثل هذه الظواهر.

ليست دليلاً أبدًا على اضطراب عقلي، لكنها دليل على وجود قلق، وعلى وجود قوة للتأثير الإيحائي، والعلاج يكون عن طريق التجاهل، التجاهل التامّ، صرف النظر والانتباه عن الموضوع العاطفي الذي تُفكّرين فيه، استبدلي أفكارك بأفكار أفضل، حاولي أن تتواصلي اجتماعيًّا، تجنّبي الفراغ من خلال التفاعل مع الآخرين.

سوف أصف لك دواء بسيطاً جدًّا، يُسمَّى تجاريًا (ديناكسيت Denaxit)، أرجو أن تتناوليه بجرعة حبة واحدة في الصباح لمدة شهرٍ، ثم اجعليها حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم توقفي عن تناوله.

يُضاف للديناكسيت دواء آخر يُسمَّى تجاريًا (تفرانيل Tofranil) وهو من مضادات القلق والاكتئاب القديمة، لكنّه مفيد، واسمه العلمي (امبرمين Imipramine)، تناوليه بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها خمسة وعشرين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم توقفي عن تناول الدواء.

كلا الدوائين – الديناكسيت والتفرانيل – من الأدوية السليمة، ومن الأدوية الفاعلة، والممتازة جدًّا.

أيتها الفاضلة الكريمة: قطعًا تلاوة القرآن والحرص على الأذكار – خاصة أذكار الصباح والمساء والنوم والاستيقاظ – والصلاة في وقتها تُساعد كثيرًا في اختفاء مثل هذه الظواهر، لأن الصلاة والقرآن والأذكار والدعاء تبعث في النفس طمأنينة عظيمة جدًّا، لِمَ لا وقد قال الله تعالى: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب}، وقال: {ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون} ما الحل؟ {فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين}.

اجعلي لحياتك معنىً، كما ذكرتُ لك: أشغلي نفسك بما هو مفيد، والحمد لله أنت لديك مهنة محترمة، فأرجو أن تطوري نفسك مهنيًّا، وأن تُحبّي عملك. هذا مهمٌّ جدًّا، ورياضة المشي أيضًا مهمّة ومهمّة جدًّا، وكل ذلك إن شاء الله سوف يساعد في زوال هذه الظاهرة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً