الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع الناس كي أحس أني محبوبة عندهم؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا أحس بأني لا أعجب أحداً، أريد أن تقولوا لي كيف أتعامل مع الناس كي أحس أني محبوبة عندهم؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زهيرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك أيتها الأخت الفاضلة في موقعك، ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلنا ممَّن أحب الله تبارك وتعالى فحبَّبه إلى خلقه، وممَّن أقبل على الله بقلبه فأقبل بقلوب الخلق عليه، أسأله تبارك وتعالى أن يُلهمنا جميعًا السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.

لا يخفى عليك أن أقصر طريق للفوز بمحبة الناس هو أن يسعى الإنسان في طاعة رب الناس، فإن الله إذا أحبَّ عبده أمر جبريل أن يُنادي: (إن الله يُحبُّ فلانًا فأحبوه)، فيُحبُّه أهل السماء، ثم يُلقى له القبول في الأرض، واقرئي – يا أمةَ الله – إن شئتِ قول الله: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وُدًّا}، فالطريق إلى قلوب الناس يكون بالتوجُّه إلى ربِّ الناس، والسعي في طاعته، والسعي في رضاه سبحانه وتعالى، ونسأل الله أن يُحبِّبنا جميعًا إلى جميع خلقه، وأن يُحبِّب إلينا الصالحين منهم.

اعلمي –أيتها الأخت الفاضلة– أن الوصول إلى قلوب الناس يحتاج إلى طاعة لربِّ الناس، ويحتاج إلى حُسن خُلقٍ وحُسن تعامل، ويحتاج إلى إحساس مشاعر الناس والاهتمام بهم، ويحتاج إلى أن يبذل الإنسان خيره للناس ويكفّ شرّه عن الناس، ويحتاج إلى عفو وصفح عن الناس إذا تجاوزوا عليه.

إذا فعل الإنسان هذه الأشياء وجد السبيل إلى قلوب مَن حوله من الناس وممَّن يعرفهم.

أمَّا بالنسبة أن يجد الإنسان مَن يُعجب به أو تجد المرأة مَن يُعجب بها: هذا أمرٌ لابد أن يحدث، لأن الله تبارك وتعالى من حكمته جعل الناس مختلفين في نظراتهم، ولولا اختلاف وجهات النظر لبارت السلع، فما من امرأةٍ وما من فتاة وما من رجل إلَّا وقد أوجد الله تبارك وتعالى مَن ينسجم معه، ومَن يرتاح إليه، لأن التلاقي بالأرواح، وهي (جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف).

إذا شعر الإنسان أنه بطاعته لله نال صداقةً أو نال قُربًا عند أحدٍ من الناس –عند محارمها، عند زوجها، عند فلان أو فلان– فعليها أن تشكر رب الناس تبارك وتعالى، فإن النعم تثبت بالشكر، وتزيد بشكر الله تبارك وتعالى، ثم على الإنسان أن يحافظ على التعامل الحسن مع الناس من أجل أن يدوم الحب ويدوم الود بين النفوس، لأن القلوب كما قال الشاعر:
إن القلوب إذا تنافر ودها...مثل الزجاج كسرها لا يجبر.

إذا حرص الإنسان على جبر الخواطر كان في ذلك وقاية له من المخاطر، ونال بذلك ما عند الناس، كذلك مسألة السخاء، فالسخي قريبٌ من الناس، والبخيل بعيدٌ من الناس، وممَّا يُقرِّب الإنسان من الناس أن يُعاملهم بمثل ما يُحبّ أن يُعاملوه به، بل أعلى من ذلك أن يعاملهم بمثل ما يُحب الله منه، وأعلى من ذلك أن يعاملهم بمثل ما يُحب أن يعامله الله به، فإن الله تبارك وتعالى يُعامل الإنسان بالإحسان، فمن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته.

نسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك التوفيق والسداد، ونتمنّى أن نكون قد استوعبنا الفكرة ونجحنا في إيصال هذه المعاني التي نتمنّى أن تكون مفيدة، نكرر الترحيب بك في الموقع، ونكرر لك الشكر.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً