الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتصرف حيال عناد خطيبتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا طالب في الجامعة، وأدرس في الخارج بعيدا عن أهلي، ولدي أقارب في الدولة التي أدرس فيها، وتعرفت على بنت لديهم في قمة الاخلاق، وقمت بخطبتها في الحلال، وأخبرتها بما لا أحبه، وهي كذلك، واكتشفت بأنها تفعل شيئا لا أحبه وهو تدخين الشيشة، ودخلنا في قصة عناد، وأنا أحبها وليس بيدي شيء سوى الرضى بالأمر الواقع لأنها تدخنها فقط في المناسبات، والدعاء لها بالهداية، فكيف أتصرف حيال فعلها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يحيى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك – ابننا الفاضل – في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يهدي الفتاة المذكورة إلى أحسن الأخلاق والأقوال والأفعال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو، وأن يجمع بينكم بالحلال، وأن يكتب لكم السعادة، ويُطيل لنا ولكم في طاعته الآجال.

لا يخفى عليك أن الحب ينبغي أن يقوم على قاعدة الحب لله وفي الله وبالله وعلى مراد الله، وإذا قام الحب وبني على قواعد صحيحة فإن هذا الحب يتضمّن التواصي والنُّصح، ويزداد الحب بين الخاطب والمخطوبة وبين الإنسان وإخوانه وأصدقائه بمقدار طاعتهم لله تبارك وتعالى، وإذا كانت الفتاة تفعل بعض المخالفات الشرعية فهنا لابد من النًّصح، ولابد من وقفات، والنُّصح يكون بينكم، لأن هذا هو الحق الحقيقي.

ونحبُّ أن نتأكد أولاً ونؤكد لك أيضًا أننا فهمنا أن هذه خطبة رسمية مُعلنة، بعلم أهلك وعلم أهلها، يعني: هذا هو معنى الخطبة، لأنك تواصلتم رسميًّا واتفقتم على أن يكون بينكم رباط في مستقبل الأيام والسنوات، والخطبة بهذا المعنى ما هي إلَّا وعدٌ بالزواج؛ لا تُبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته، ولا الخروج بها، ولا التوسُّع معها في الكلام. أمَّا النُّصح عند وقوع المخالفات فهو مطلوب.

ولذلك عليها أيضًا أن تُدرك أنها إذا كانت تُحبُّك أن تترك الأمور التي لا تُرضي الله أولاً، حتى يُبارك الله لكم في هذه العلاقة ينبغي أن تقوم على الطاعات، أن يكون التواصي فيها على الحق، والتواصي فيها بالصبر على هذا الحق، وبالصبر عن المعاصي، وبالصبر على الطاعات، وبالصبر على أقدار الله المؤلمة، لأن هذه معانٍ لا بد أن يُدركها الإنسان.

أمَّا إذا أرادت الفتاة أن صبرك على معصيتها لله، ورضاك بما تقع فيه هي من مخالفات هو دليلٌ على حُبِّها فلا، هذا مفهومٌ ينبغي أن تُدركه بنتنا، وتُدركوا جميعًا أنه غير صحيح، ولكن نحن نحب أن نؤكد لكم ضرورة التقيُّد في فترة الخطبة بالقواعد والضوابط الشرعية التي أشرنا إليها، وهي: أنه لا يجوز الخلوة، ولا يجوز التوسُّع في الكلام، ولا يجوز الخروج معًا، وهذه الخطبة ما هي إلَّا فرصة للتعارف، وفرصة للسؤال والمعرفة أكثر عن الإيجابيات والسلبيات، وإذا أردتَّ مقابلتها والكلام معها فينبغي أن يكون بعلم أهلها وبحضورهم، يعني: هذه المعاني لابد من مراعاتها، وهذه أمور أرجو أن تكون واضحة أمامكم.

وننصح بنتنا وننصحكم بترك كل ما يُغضب الله، فالشيشة من الأمور التي لا تُقبل من الناحية الشرعية، وهي مُضرّة من الناحية الصحية، وهي كذلك مُضرّة من الناحية الاقتصادية ومن الناحية الاجتماعية، ولها أضرار كثيرة جدًّا على مستقبل الإنسان، وعلى مستقبلها كأُمٍّ، وعلى مستقبلكم كأسرة، فلا بد من ترك مثل هذه الأمور التي هي مخالفات لله تبارك وتعالى، لا يجوز لك أن تُجامل فيها، ولا يجوز لها أن تجعلها قيدًا أو علامة لحبك لها، فالحب ينبغي أن يقوم على ما يُرضي الله تبارك وتعالى.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً